مقالات

الروح والجسد بين شهوانية الجسد وعقلانية التفكير وأسباب إنحراف السلوك

كتب / جمال القاضي

خلق الله الإنسان من الجسد والروح وهما مترابطان معا وبينهما تفاعلا دائما وواضحا ينعكس هذا التفاعل بدوره في أفعال الإنسان لتظهر بالنهاية شخصيته كل إنسان .
الجسد هو الجزء المادي في الإنسان والذي يحمل رغبات وشهوات تأمره دائما بتحقيها ولايهم هذا الجزء بأية طريقة كانت تتحقق بها الرغبات والشهوات الملحة له دائما .
الروح هي منحة منحها الله للإنسان وهي سر من أسرار الله التي أودعها بجسده ولايعلم كيفيتها وصورتها سوى الخالق .
ولو ذهبنا لكيفية التفاعل فيما بينهما فإن الإنسان يعيش بين أمرين أولهما هو ماتأمره جوارحه ورغباته الجسدية من جنس وغذاء وغيرها مايستوجب على الإنسان تنفيذها وتلبيتها بكل السبل والطرق .
والأمر الثاني هو تقنين لتلك الرغبات وذلك بتحقيقها بالطرق المشروعة التي يخضع لها كل إنسان حسب العوامل الإجتماعية والبيئية التي تحيط به وحسب الشرائع والأديان السماوية والعادات والتقاليد التي تسود بكل مجتمع .

والجسد دائما لايعترف بشريعة فيما يريده من تحقيق لرغباته فهو يأمر بعقل شهواني يوجد بين خلاياه الجسدية ولاتستجيب له الروح إلا في بعض مايأمر به هذا الجسد وفق الظروف التي تحكمه فقوانينه التي يعترف بها هي شهوانية بحتة لكن الروح تهذب تلك الرغبات وتتصرف بعقلانية معها حسب ماتربى عليه كل انسان لكن بطريقة تختلف على حسب نوع هذه الروح .
فتحقق الروح له بعض مايريد ومايضمن سلامة الجسد وصحته وصحة الأنساب والنسل وفق الظروف المحيطة وهناك من يمتلكون روحا خبيثة لاتعترف بهذه الظروف والعادات والشرائع فتخضع روحهم لرغبات جسدهم ملبية له مايطلبه دون الإلتفات لتلك العوامل أو الظروف فتظهر شخصياتهم بين أفراد المجتمع بشخصيات بصورة أشخاص منحرفي السلوك وبصورة لم يتعودها باقي أفراد المجتمع .

ومن هنا كان هدف الشرائع والأديان وهو تقنين سلوك كل فرد بشكل يضمن الترابط والتلاحم بين جميع الأفراد في نسيج لاتشذ فيه خيوطه.
والجنس الغير مشروع هو أحد المظاهر التي بدأت تنتشر في المجتمعات الحديثة وذلك برغبة هوجاء مجنونة الأفكار لكن الأديان كان لها دورها الأصيل في تنظيم تلك الرغبة بطرق تحقق النظام بالنهاية وذلك وفق الضوابط لعقود الزواج وليس غير ذلك .
وعند عدم الإلتفات لتلك الضوابط والضرب بها بعرض الحائط يصبح ذلك سببا في ظهور مايسمى بالإنحراف الجنسي والأخلاقي فراح الجسد يحصل على هذه الرغبة دون ضبط لها ممايؤدي إلى إنهيار بنيان الأخلاق .

ولو نتسائل عن دور العادات والتقاليد في ضبط سلوك أفراد المجتمع فهناك من القوانين التي وضعتها الحكومات والتي تحكم العلاقة بين كل فرد وغيره ذكر كان أو أنثى والإخلال بتنفيذها هو سببا آخر من أسباب الإنحراف .

وأخير كان للأسرة دورا الأصيل الذي لايمكن إنكاره أو تجاهله في ضبط السلوك فالأسرة المدرسة الأولى التي يتلقى فيها النشئ دروسه من الحياة فيتعلم منها كيف يشبع رغباته بالشكل الصحيح لتخرج للمجتمع إما فردا سويا بسلوكه أو منحرفا بأخلاقه ليكون الطابع العام للمجتمع ماتنشأ عليه مجموع الأسر مما تعلمه كل فرد فيها من أخلاق .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock