مقالات

 الدكروري يكتب عن إسلام يزيد وصدقات بني فراس

 الدكروري يكتب عن إسلام يزيد وصدقات بني فراس

 الدكروري يكتب عن إسلام يزيد وصدقات بني فراس 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد أسلم يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب، يوم الفتح وهو فتح مكه وحسن إسلامه واستعمله النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على صدقات بني فراس من قبيلة كنانة وكانوا أخواله، وقد شهد غزوة حنين فقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم، أعطاه من غنائم حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية فضة وهو أحد الأمراء الأربعة الذين ندبهم أبو بكر الصديق لغزو الروم وقد عقد له أبو بكر الصديق اللواء ومشى معه تحت ركابه يسايره ويودعه ويوصيه وما ذاك إلا لشرفه وكمال دينه ولما فتحت دمشق أمّره عمر بن الخطاب رضى الله عنهما أميرا عليها، وقال إبراهيم بن سعد، كان يزيد بن أبي سفيان على ربع، وأبو عبيدة على ربع، وعمرو بن العاص على ربع، وشرحبيل بن حسنة على ربع.
inbound4656969628923177530
وهو يعني يوم اليرموك، ولم يكن يومئذ عليهم أمير، وأمَّره أبو بكر الصديق لما قفل من الحج سنة اثنتي عشرة أحد أمراء الأجناد، وأمَّره عمر بن الخطاب على فلسطين، ثم على دمشق لما مات معاذ بن جبل، وكان استخلفه فأقره عمر بن الخطاب، ومات فهذه السنة يزيد بن أبى سفيان في الطاعون وأبو عبيدة بن الجراح الفهري القرشي أمين الأمة، ومعاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري سيد العلماء، والأمير المجاهد شرحبيل بن حسنة حليف بني زهرة، وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، الفضل بن العباس الهاشمي القرشي، والصحابي الجليل الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي، وأبو جندل بن سهيل بن عمرو العامري القرشي، وكان بعد وفاة أبي عبيدة بن الجراح بالطاعون. 
قد خلفه معاذ بن جبل في خلافة بلاد الشام، ثم لم يلبث أن مات بالطاعون فولى عمر بن الخطاب، يزيد بن أبي سفيان، إلا أنه مات بالطاعون أيضا عام ثماني عشرة، ولما احتضر استعمل اخاه معاوية على عمله فأقره عمر بن الخطاب، على ذلك احتراما ليزيد وتنفيذا لتوليته، وكان مما قاله أبو بكر ليزيد بن أبى سفيان “إني وليتك لأبلوك وأجربك وأخرجك فإن أحسنت رددتك إلى عملك وزدتك وإن أسأت عزلتك فعليك بتقوى الله فإنه يرى من باطنك مثل الذي من ظاهرك وإن أولى الناس بالله أشدهم توليا له وأقرب الناس من الله أشدهم تقربا إليه بعمله وقد وليتك عمل خالد فإياك وعبية الجاهلية. 
فإن الله يبغضها ويبغض أهلها وإذا قدمت على جندك فأحسن صحبتهم وابدأهم بالخير وعدهم إياه وإذا وعظتهم فأوجز فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضا، وأصلح نفسك يصلح لك الناس، وصلى الصلوات لأوقاتها بإتمام ركوعها وسجودها والتخشع فيها، وإذا قدم عليك رسل عدوك فأكرمهم وأقلل لبثهم حتى يخرجوا من عسكرك وهم جاهلون به ولا ترينهم فيروا خيلك ويعلموا علمك وأنزلهم في ثروة عسكرك وامنع من قبلك من محادثتهم وكن أنت المتولي لكلامهم ولا تجعل سرك لعلانيتك فيختلط أمرك وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة ولا تخزن عن المشير خبرك فتؤتى من قبل نفسك واسمر بالليل في أصحابك تأتك الأخبار وتنكشف عنك الأستار. 
وأكثر حرسك وبددهم في عسكرك وأكثر مفاجأتهم في محارسهم بغير علم منهم بك، فمن وجدته غفل عن حرسه فأحسن أدبه وعاقبه في غير إفراط ، وأعقب بينهم بالليل واجعل النوبة الأولى أطول من الأخيرة فإنهما أيسرهما لقربهما من النهار ولا تخف من عقوبة المستحق ولا تلجن فيها ولا تسرع إليها ولا تخذلها مدفعا ولا تغفل عن أهل عسكرك فتفسدهم ولا تتجسس عليهم فتفضحهم ولا تكشف الناس عن أسرارهم واكتف بعلانيتهم، ولا تجالس العباثين وجالس أهل الصدق والوفاء وأصدق اللقاء ولا تجبن فيجبن الناس, واجتنب الغلول وهى الخيانة في المغنم، فإنه يقر بالفقر ويدفع النصر وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعهم وما حبسوا أنفسهم له”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock