مقالات

كلام سياسة.

محمد حسن حمادة يكتب:

كلام سياسة.

علها تكون خريطة طريق إرشادية لقريتي طنان الحبيبة في هذه الانتخابات الفنكوشية).

حتي ساعات كانت طنان تبحث عن مرشح لمجلس النواب بحجم أحلامها بحجم صبرها، بحجم شهرتها ومكانتها، يكسر الطوق ويخرجها من الدائرة المغلقة التي تدور في فلكها منذ أعوام وأعوام، يحررها من الجمود والتابوهات التي فُرضت عليها، يدخل بها غمار المنافسة بكل قوة، مرشح قادر علي انتزاع حقوقها وحقوق الدائرة، مرشح لديه علاقات واتصالات بالمطبخ السياسي في القاهرة، مرشح يعرف أن مهمته أشبه بمهمة انتحارية بعدما اتسعت الدائرة بشكل مخيف لتشمل مركز ومدينة قليوب والقناطر، منطقة جغرافية معقدة متسعة ومتشابكة، مترامية الأطراف، كتلتها التصويتية غير متجانسة، المنافسة فيها شرسة حصد أكبر عدد من الأصوات بها ليس بالأمر الهين، والوصول إلي السواد الأعظم من ناخبيها هو شئ صعب المنال، في وقت قصير مضغوط، مما يجرنا مباشرة إلي تخيل حجم الأموال التي ستنفق علي الدعاية الانتخابية (بير مالوش قرار) هذا لو سلمنا بأن اللعبة غير محسومة وأن هناك منافسة حقيقية! وهذا ماطرحناه سابقا وأكده الواقع.

لكن بعدما خرج مرشحو طنان خالي الوفاض من القائمة الوطنية من أجل مصر، القائمة الملكية لدخول مجلس النواب من أوسع أبوابه التي يشكلها حزب مستقبل وطن ومعه الشعب الجمهوري ومجموعة من الأحزاب، وأيضا عدم اختيار حزب مستقبل وطن أو الشعب الجمهوري لأحد مرشحي طنان في الترشح باسمهما في الفردي تقلصت علي أرض الواقع فرص وحظوظ طنان في الحصول علي مقعد في البرلمان وصارت المهمة مستحيلة وصرنا الآن بين أحد خيارين أحلاهما مر إما المقاطعة والانسحاب الآمن أو إعلان التحدي.

الخيار الأول: المقاطعة والانسحاب الآمن الذي يساوي عند من يعتنق وجهة النظر هذه الخيار الأفضل من هزيمة متوقعة حتي لا نكون كمن ينطح في الصخر ويراهن علي الخسارة ولن يجني سواها لأن المنافسة غير شريفة، أشبه بوظيفة كبري تم حسم الاختيار لأحدهم لكن لابد من إعلان لاستكمال الشكل الديكوري، لننسحب ونحافظ علي ماء وجهنا، ولانكون أحد الأدوات المستخدمة لاستكمال لوحتهم الفسيفسائية المشوهة، ولانحرق مرشحينا من الوجوه الجديدة وخاصة أن بعضهم في أول طلة ظهرت شعبيته والتفاف الناس حوله وحبهم له لنحافظ علي هذا النوع الذي انقرض وندخره للمستقبل فهو ذخيرتنا في الدورات القادمة إن شاء الله، وسيكون رقما صعبا لكن في مناخ غير المناخ الحالي، وكفي الله طنان شر القتال وخاصة أن الانتخابات دائما ما تحزب طنان وتخرج منها طنان موحشة كالحة مغبرة منقسمة علي نفسها بعضها ضد بعضها فضلا عن الجراح والآلام والكراهية التي ترثها الأجيال المقبلة، أصحاب هذا الرأي يدللون علي صدق وجهة نظرهم بانتخابات مجلس الشيوخ الماضية”.
وجهة نظر واقعية وتحترم، وأنا من أنصار هذا الرأي.

الخيار الثاني: إعلان التحدي وأن تدخل طنان الماراثون الانتخابي، وجهة النظر الثانية التي يدعو لها البعض وحجتهم في ذلك: يكفينا أننا سنكسر حاجز الخوف، سنعلم الأجيال القادمة أن طنان لم تركع وتسلم بالأمر الواقع، ولن تذل لغير الله، أن طنان قالت (لا) لست لقمة سائغة أو ريشة في مهب الريح حتي يقرروا مصيري أو يوهنوا من عزيمتي أويعلنوا هزيمتي، أن طنان أبت أن ترفع الراية البيضاء وتعلن الاستسلام وهذه شيم الكبار، وفي كل الأحوال يكفينا شرف المحاولة.”
أيضا وجهة نظر تحترم لكن تحتاج لوقفة ومناقشة طويلة بصوت عال بحكمة وبدون أي انفعالات.

ولنبدأ مناقشة أصحاب هذا الرأي بسؤال استفهامي من تتحدي وعلام تراهن وإلإم ستصل؟

بعيدا عن العاطفة ولمصلحة طنان العليا، في الفردي سننتخب ثلاثة مرشحين، إلي الآن في بورصة الانتخابات في طنان لدينا ثلاثة مرشحين محتملين في طنان أعلنوا عن أنفسهم بشكل شبه رسمي وبعد غلق باب الترشح أعتقد أن الرقم قابل للزيادة! البداية غير مبشرة تشي بالفرقة والانقسام وفي حالة اختيار طنان للاختيار الثاني: خيار التحدي طنان ستكون مجبرة علي اختيار مرشح قوي يمثلها (ليبدأ في عملية التربيطات مبكرا ) رغم أن التحالفات تكون في الإعادة لكن بعد اتساع الدائرة والتطورات السياسية الأخيرة فُرض علي المرشحين التحالفات والتربيطات مبكرا لذا علي المرشح القوي الذي سيمثل طنان التحالف مع أقوي مرشح في قليوب والمرشح الأبرز في القناطر، وهذا يجرنا لسؤال آخر ماالذي يجبر المرشحين الآخرين التحالف مع مرشح طنان وخاصة أن كتلتها التصويتية ليست بالرقم الكبير المؤثر الذي يسيل اللعاب؟ هذا في حالة لو اتحدت طنان علي مرشح واحد.

منطق اختيار ثلاثة مرشحين من طنان مع كامل احترامي لمن ينادون بذلك ويطالبون بدخول طنان الماراثون الانتخابي وأنا أقدر حماستهم وحبهم لطنان شعار عاطفي بعيد كل البعد عن الواقع ويجافي ألف باء سياسة بل هذا سيكون بمثابة بداية الخروج الثاني المبكر لطنان من الماراثون الانتخابي دون عناء وسيودي بنا إلي فشل علي فشل.

يتبقي لدينا معضلة أخري ماهي مواصفات من ستجتمع عليه طنان؟

من وجهة نظري المتواضعة الأولوية كانت ستكون لمرشح حزب مستقبل وطن أو الشعب الجمهوري لكن بعد أن خرج مرشحو طنان من حسابات الحزبين سننظر للمرشح الحزبي أولا، بشرط أن لا يكون مرشحا من حزب مجهول ليس له وجود علي الأرض أو ليس لديه قواعد شعبية، بل حزب له اسمه ووزنه إن لم يتوفر فالاختيار يكون علي أساس الشعبية داخل طنان وخارجها، عقليته، قوته، شخصيته،ذكاؤه، تعليمه، ثقافته، سمعته، مدي التفاف عائلته حوله، علاقاته، اتصالاته، خدماته، برنامجه الانتخابي، ولاننسي عصب اللعبة التي يحكمها المال السياسي.

في النهاية وبتجرد وبهدوء وعقلانية وبعد وضع السيناريوهين المحتملين لطنان الحبيبة في هذه الانتخابات (الفنكوشية) أنا مع ماستقرره طنان وإذا اختارت طنان الخيار الثاني خيار (التحدي) فأنا مع من ستختاره طنان ورجال وشباب ونساء طنان وسأسانده بكل قوة رغم علمي بالنتيجة مسبقا، ورغم تأكيدي علي أنني من أنصار الرأي الأول الذي ينادي بالمقاطعة والانسحاب الآمن.

كل الشكر لكل مرشحي طنان الأفاضل الذين حاولوا أن يشبوا عن الطوق، يكفيكم شرف المحاولة، يكفيكم أنكم حاولتم كسر التابوهات المغلقة والقوالب المتجمدة، يكفيكم أنكم كسرتم حاجز الخوف والرهبة، العيب ليس فيكم بل في منظومة لاتري إلا بعين واحدة وواقع أليم قتل المنافسة بالضربة القاضية ولم يتعلم شيئا من الماضي وبرلمان 2010 الذي قصم ظهر البعير.
وفقنا الله وإياكم لما فيه صالح البلاد والعباد ولما فيه صالح عزيزتنا طنان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock