مقالات

الدكروري يكتب عن تربية الطفل وتنشئته

الدكروري يكتب عن تربية الطفل وتنشئته

            بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن أول ما يقع في رأس الطفل في الأرض ينبغي أن يعلم بأنه لا إله إلا الله، ويؤذن في أذنه، ويوم تقبض روحه عليه أن يختم حياته بلا إله إلا الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله، دخل الجنة” وإن الأسرة في المجتمع خلية هامة ورئيسية لتربية الطفل وتنشئته، فالولد يقضي ثلثي حياة الطفولة مع والديه في البيت، ويأخذ من تلك البيئة صفاتها ومقوماتها وينشأ على القواعد النفسية والاجتماعية المؤسسة عليها، حيث تلعب الأسرة دورا هاما في التنشئة الاجتماعية إذ يتلقي الأبناء تدريباتهم الأولى في الحياة من خلال الأسرة، حيث يعتمد الأطفال إعتمادا كبيرا على الوالدين مما يؤدي إلى تكوين علاقة عاطفية وثيقة بين الآباء والأبناء.

فعدم وعي الوالدين بمسؤوليتهما تجاه الأبناء واستخدامهما القسوة الزائدة أو التدليل في التنشئة عادة ما يكون له آثار سلبية على الأبناء، إذ تقوم الأسرة بإشباع حاجات الفرد وتحقيق انجازات المجتمع عند قيامها بوظائفها الاقتصادية والتشريعية والتنفيذية والقضائية والدينية والتربوية، وتنظيم الإنجاب وإعالة الطفل، وأن من وظيفة الأسر إنجاب الأطفال والمحافظة الجسدية على أعضائها ومنحهم المكانة الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية، وعلى ذلك يمكن أن تصنف وظائف الأسرة بحفظ النوع البشري وفق قواعد بشرية مبينة على التعاليم الإلهية في الشريعة الإسلامية بقصد التعمير والاستمرار، وإن من وظائف الأسرة المسلمة هو تربية الأطفال وإكسابهم العادات والمعتقدات والخبرات اللازمة لهم.

وتنمية الشعور بالانتماء الأسري والاجتماعي وتكوين شخصيتهم، وأيضا توفير الأمن والطمأنينة للطفل ورعايته في جو من الحنان والمحبة إذ يعتبر ذلك من الشروط الأساسية التي يحتاج إليها الطفل كي يتمتع بشخصية متوازنة إذ تلقنه العناصر الأساسية لثقافة الجماعة ولغتها وقيمها وتقاليدها ومعتقداتها، وكذلك تأمين الإستقرار النفسي لأفراد العائلة وتفريغ الشحنات العاطفية، بتوفير علاقات الاهتمام والتكامل لأفرادها، والأمن النفسي لخلق إنسان متزن ومستقر يشعر بالانتماء الأسري، والقيام بوظيفتها الحضارية بإنجاب الأطفال وتربيتهم ليتلاءموا مع الجيل الحاضر، ومنع أفرادها من اقتراف السلوكيات غير الاجتماعية التي لا تتفق وقيم المجتمع، والقيام بوظيفتها الاقتصادية.

بتوفير الاحتياجات والمتطلبات اللازمة للحياة وتحقيق الأمن الأسري المادي، وتعكس الأسرة على المجتمع صفاتها فهي التي تكوّن الطفل وتصوّغه، وتحدد ميوله وتسد حاجاته وهي بذلك تعمل أولا على تكامل شخصيته، كما يقوم البيت في نطاق عملية التنشئة الأسرية بالوظائف التربوية حيث إن للبيت وظيفة تربوية متفردة في المراحل الأولى من عمر الطفل فهو المختص بالحضانة والتربية، وكذلك يعد البيت المؤسسة الأساسية في تعليم الطفل الأخلاق، والقيم الدينية في جميع المراحل، حيث يقوم البيت بعرض القواعد الأولى في التكوين والتنشئة عن طريق الثقافة المنزلية الرامية، الى تشكيل وجدان الطفل.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock