دين ودنيا

فتوى سؤال وجواب

د / محمد الشيخ
الشرقيه

السؤال يقولُ السائل ..

لو  سمحت يا شيخ لو انا عايزة اصلي قيام الليل بعد العشاء بعد السنه أصلي قيام الليل ركعتين وبعده الشفع والوتر ولا ازاي لو سمحت عايزة اصلي قيام الليل ومش بعرف اصحي قبل الفجر؟

الجواب :

أسأل الله أن يبارك فيكم و أن يتقبل منا ومنكم.
وقيام الليل من أشرف الطاعات، وأعظم القربات، وهو من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي جاء الأمر به من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى :(يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا)
وجاء الحث عليه في الكتاب والسنة، والأمر بالوتر خصوصا، كما في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن).
رواه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام).
متفق عليه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدع الوتر وركعتي الفجر في سفر ولا حضر، وكان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لايفرطون في الوتر أبدا، حتى قال الحنفية بوجوبه، والواجب عندهم دون الفرض، وكان الناس يعدون تارك الوتر ساقط العدالة، ولا تقبل شهادته.
فلا ينبغي التفريط فيه لأي سبب، ومن عظيم فضله وأهميته شرع قضائه لمن فاته حتى صلى الفجر، فيقضيه مع ماكان يصلي من الليل غير أنه يشفعه بركعة، وكان هذا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما وقت الوتر وقيام الليل فيشرع من أول الليل من بعد صلاة الفرائض المغرب والعشاء، ولو كان مسافر وجمع المغرب والعشاء في أول وقت المغرب، فله أن يصلي الوتر، حتى آخر الليل، ويستحب في ثلث الليل الآخر، لتنزل رب العزة سبحانه وتعالى نزولا يليق بجلاله وعظمته.
فمن علم من نفسه القوة على القيام صلى في آخر الليل، ومن لم يغلب على ظنه القوة على القيام صلى قبل أن ينام كما وصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة، وكله وقت صحيح لقيام الليل والوتر.
فإن نوى القيام من آخر الليل فلم يستيقظ حتى أُذن للفجر ولم تقم الصلاة فليصله على هيئته دون أن يشفعه، ورد هذا عن جمع من الصحابة، وكان عبادة بن الصامت وهو الإمام يخرج للصلاة فيقوم المؤذن لإقامة الصلاة فيوقفه عن الإقامة حتى يوتر ثم يأذن له بالإقامة رواه مالك في الموطأ، ولا ينبغي تعمد ذلك، لعدم وجود نص بمشروعيته.
فإن لم يجد وقتا للوتر لإقامة الصلاة، أو ضيق الوقت عن الفريضة وخشية خروج الوقت، صلاه بعد ارتفاع الشمس إلى وقت الظهر ولكن يشفعه.
ولو صلى الوتر ونام ثم وجد قوة فقام من الليل وأراد أن يصلي، فيصلي ركعتين ركعتين، واحدة تشفع والأخرى توتر فإذا سلم عن ركعتين سلم عن وتر.
وأما نافلة العشاء فتكون قبل القيام، لإنها تابعة لأصل وهو صلاة العشاء فلا تؤخر عنه.
والله أعلم 

10851 1 1576963533

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock