أخبار مصر

الدكروري يكتب عن عقيدة المجتمع وأهدافه

الدكروري يكتب عن عقيدة المجتمع وأهدافه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد تمثل النظرية التربوية الإسلامية صورة لعقيدة المجتمع، وأهدافه، وتطلعاته المستقبلية في أفراد المجتمع، وتتكون في مفاهيم وتصورات المؤسسات التربوية البيت والمدرسة والمؤسسات المجتمعية، وتواجه النظرية التربوية الإسلامية تحديات عديدة على جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية والتعليمية تعمل على محاولة تغريب المجتمع المسلم، وذوبان هوية الفرد المسلم في ظل العولمة وصراع الحضارات.

لذا كانت هناك حاجة مهمه لصياغة نظرية تربوية إسلامية مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية ومن التراث الفكري للمسلمين عبر العصور، وإن النظرية التربوية الإسلامية في إصطلاح التربويين هو مجموعة من التصورات والمفاهيم والأفكار والأهداف والأحكام والقيم ذات الحد الأقصى من التجريد والعمومية، ويمكن في ضوئها تفسير العمليات التربوية الإسلامية تقريرها وتقويمها إعتبارا من أساسها ومناهجها وأساليب تحقيقها ‏بوسائل وتنفيذها، والتي تهدف إلى الصعود بالإنسان المكرم إلى كماله بالتدريج حسب المراحل التكليفية، حتى يمكنه إدراك الرؤية المعرفية التي تتمثل في السلوك والواقع في حقيقة الكون والوجود والخلافة الإنسانية وفيما بعد الحياة، وتعرف النظرية أيضا بأنها بناء فكري كلي شامل مكون للمعرفة البشرية.

فالنظرية الإسلامية التربوية جزء من الفكر التربوي الإسلامي، وقد نادى الفكر الإسلامي بضرورة تفعيل التصور الإسلامي في المواقف التعليمية للعلوم الاجتماعية والتربوية والنفسية والعلوم الطبيعة من أجل تقديم رؤية إسلامية توجه هذه العلوم لأن العلوم الحديثة التي نقلت للمسلمين نقل معها فلسفتها اللادينية، ونظرياتها المادية، فأحدثت انفصالًا في شخصية المسلم، وبنية المجتمع، نتيجة ثنائية المناهج التعليمية التي فصلت فلسفات مناهجها بين الجانب المعرفي والجانب الديني، فأصبحت هناك علوم دينية وعلوم لا دينية، فالنظرية التربوية الإسلامية في ضوء ذلك تساعد في بناء وتخطيط مناهج إسلامية للعلوم الاجتماعية والتربوية والنفسية والطبيعة أيضا، وإن الغاية من بناء نظرية تربوية على أسس وأصول مثبتة من القرآن الكريم والسنة النبوية.

لتبرز هوية الأمة الإسلامية بالمعنى الحضاري والفكري والثقافي وليس بالمعنى العرقي والعنصري ولتؤكد على الهوية الثقافية للأمة الإسلامية من خلال تأصيل العلوم والمعارف النظرية والتطبيقية، وذلك بإعادة النظر في المفاهيم والنظم والنظريات وتحليل الواقع وفهمه جيدا للوصول إلى إطار معرفية ومبادئ، أو نظريات صحيحة للتربية، تكون مرجعا لأنشطة العمل التربوي بما يتناسب مع المنهج الرباني، وعللت في تصوريها المقترح لبناء النظرية التربوية من المنظور الإسلامي بأن ‏التربية في الوطن العربي ترددت بين الأصالة والاقتباس، فهي تأخذ القليل من التربية الإسلامية وتأخذ الكثير من أساليب النظريات التربوية الغربية دون أن تعي أنها بذلك.

تقع في تناقضات جوهر العقيدة الإسلامية ومنهج الإسلام في التربية الإسلامية، فهي التربية في الوطن العربي بذلك ‏لن تستطيع أن تحول طاقات أبناء الأمة إلى قوة بناء وعمارة وعبادة وحضارة والنهضة، إلا إذا ارتسمت خطى منهج التربية الإسلامية والتزمت بنظريتها.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock