مقالات

الدكروري يكتب عن أول رسول إلي أهل الأرض

الدكروري يكتب عن أول رسول إلي أهل الأرض

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لما أغرق الله سبحانه وتعالي الكفار في طوفان نبي الله نوح عليه السلام وانتهى عذابهم قال تعالي ” قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ” فهذا أثر الإيمان، وتلك عاقبة الكفر، ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون، وإن في قصة نبى الله نوح عليه السلام من العبر والدروس الكثرة والكثير، ومنها هو صبر الداعية على الأذى وتحمل المشاق في تبليغ الدعوة ولو طال به الأمد، فقد قال الله عز وجل” ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ” وبعد ذلك كله لم يتعب نبى الله نوح أو يمل، إلى أن أخبره الله تعالى أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن، فحينئذ دعا على قومه، ومما ينبغي للداعية أن ينظر فيه أن لا ييأس.

ويقول هؤلاء قوم لا خير فيهم، فيترك دعوتهم، بل يعيد ويبدئ فيهم، فيكثر النصح لهم، فليس هو أول من لم تقبل دعوته، فليأتين بعض الأنبياء يوم القيامة ولم يستجب له أحد، ولا يغضب الداعي والناصح والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عند عدم الاستجابة له، فإنما عليه البلاغ، وهداية الناس إلى الله، فقال تعالى ” ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء ” وليثق المسلم بنصر الله، ويطمئن إلى وعد الله عز وجل، فالله تعالى لا يخلف الميعاد، وفي الحديث عن خباب بن الأرت رضى الله عنه قال، شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة في ظل الكعبة، فقلنا ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها.

ثم يؤتى بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون” رواه البخاري، وإن الله تبارك وتعالى بعث الأنبياء مبشرين ومنذرين ليبلغوا الناس مصالح دينهم ودنياهم فكانوا جميعا على دين الإسلام العظيم، وأول الأنبياءِ هو آدم عليه السلام ثم ابنه شيث ثم إدريس وكان البشر في زمانهم على الإسلام، ولم يكن بينهم كافر وإنما حدث الشرك والكفر بالله تعالى بعد وفاة نبى الله إدريس عليه السلام فقد كان من بين أتباعه خمسة رجال مسلمين صالحين يقال لهم، ودّ وسُواع ويغوث ويعوق ونسر.

وكان الناس يحبونهم كثيرا، فلما ماتوا ظهر إبليس لعنة الله عليه للناس بصورة إنسان ليفتنهم عن دين الإسلام وأمرهم أن يعملوا تماثيل لهؤلاء الرجال الخمسة، ثم لما طالت الأيام ظهر لهم مرة أخرى في وقت كثر فيه الجهل والفساد في الأرضِ وأمرهم أن يعبدوا هذه التماثيل وهى الأصنام الخمسةَ فأطاعوه وعبدوهم واتخذوهم ءالهة من دونِ الله تعالى، فصاروا كافرين مشركين، فأرسل الله نبيه نوح عليه السلام إلى هؤلاء الكفار فصار يدعوهم بالليل والنهار وفى السر والإجهار، بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى وظل هكذا ألفا إلا خمسين سنة لكن أكثرهم لم يؤمن بل استمروا على الضلال والطغيان ونصبوا له العداوة وكانوا يستهزئون به ويؤذونه ويضربونه ولا يتركونه حتى يُغشى عليه من شدة الضرب فيظنون أنه مات ثم يعافيه الله فيعود إليهم ليدعوهم إلى الإيمان من غير كلل ولا ملل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock