جزاء الاستكبار والادبار عن الحق.

بقلم دكتور/ جمال الخابوري
قال الله تعالى في كتابه الكريم :
(ومهدت له تمهيدا . ثم يطمع أن أزيد . كلا إنه كان لاياتنا عنيدا . سأرهقه صعودا . إنه فكر وقدر . فقتل كيف قدر . ثم قتل كيف قدر . ثم عبس وبسر . ثم ادبر واستكبر )….
لقد كان سبب نزول هذه الاية كما تعلمون في الوليد ابن عتبة احد سادة قريش ووجهائها لعدم اقتناعه بالمبادىء والتعليمات التي جاءت في القران الكريم علماً انه مقتنع ضمنياً ، لكنه اعترض لانه سيفقد بعض مصالحه الشخصية من السيادة والجاه في قومه .
انا لست داعية وانما اتكلم بالعقل والمنطق ، فربنا خلقنا واعلم بما يصلح لنا ، وما جاء في القرآن من تعليمات وارشادات منطقية وتنطبق ليس فقط على السابقين بل كذلك على واقعنا الحالي المؤلم .
وما ورد في القران صالح لكل زمان ومكان وهذه الايات لسيت مقصورة على الوليد ابن عتبة وانما مثالاً ينطبق على كل من يعرض ويتكبر عن الحق الذي وضحه الله في كتابه العزيز ، فكم من اناس يعرفون الحق والعدالة ويعرضون عنها استكبارا وعنادا ولمصالح شخصية ، فقد وضح الله بأنه يمهد للانسان بمنحه مايتمناه والانسان يطمع بالمزيد الا ان الانسان كان عنيدا في تطبيق تعاليم الله في القران فتعهد الله لهؤلاء بانه سيرهقهم صعودا بالمشقة والتعب بشكل متزايد وكما نرى حالياً الدول العظمى التي استكبرت وطغت على الدول الضعيفة بسبب امتلاكهم للاسلحة الفتاكة وقوتهم وذلك بنقص في المال والانفس وهذا ينطبق كذلك على بعض المسلمين الذين يقتلون بعضهم البعض بحجة الاسلام والاسلام بريء منهم لان الدعوة هي بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بسفك الدماء وكذلك البعض الذين يأكون الاموال بغير حق والذين يظلمون غيرهم لذلك لعنهم الله وتوعدهم بالقتل فالله يعلم بما نفكر وبما نقدر فهو يعلم ماتخفيه الصدور ، فالدين واضح وسهل وهو ان تُحب لاخيك الانسان ماتُحبه لنفسك في كل المجالات وان نتحلى بالاخلاق الفاضلة والعمل الصالح ، ولانجعل الدين وسيلة للوصول الى السلطة بكل انواعها ، فالانسان عمره قصير ومحاسب على اعماله . فلننزع منا الكراهية والطمع ولنعيش بسلام وان لا نهلك بعضنا البعض في امور دنيوية ، فنحن غير مخلدين فيها ،
فابليس بعد ان كان من الملائكة لعنه الله بسبب عناده واستكباره وغيرته من تفضيل الله للانسان عليه . ندعوا الله ان يهدينا الى اتباع مايريضه ويبعدنا عن مايغضبه . امين يارب العالمين .