دين ودنيا

وقفه مع حقيقة ذكر الله وأثره على النفس “الجزء الأول”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

إن ذكر الله تعالى سبب لعطاء الله، فالله عز وجل يعطي الذاكر أكثر مما يعطي السائل وإن ذكر الله تعالى يذيب قسوة القلب، إذ إن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى، فالقلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة، فقال الله تعالى “فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله” والذكر أصل موالاة الله تعالى والغفلة أصل معاداته، فإن العبد ما يزال يذكر الله تعالى حتى يحبه فيواليه، وما يزال العبد يغفل عن ذكر ربه حتى يبغضه فيعاديه، وما عادى عبد ربه بشيء أشد عليه من أن يكره ذكره، ويكره من يذكره، وما استجلبت نِعم الله تعالى، ولا استدفعت نقمه بمثل ذكر الله تعالى، فذكر الله تعالى جالب للنعم، ودافع للنقم، وإن ذكر الله تعالى جنة الدنيا، الذكر سبب لرحمة الله ولسكينة القلب.

فالإكثار من ذكر الله والاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم أسباب طمأنينة القلوب وراحتها، وفي السكون إلى الله سبحانه وتعالى والأنس به، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده، وقال “يا معاذ، والله إني لأحبك” فقال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك” رواه أبو داود، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علمني كلاما أقوله، قال “قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم”

قال فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال “قل اللهم اغفر لي، وارحمني واهدني، وارزقني” رواه مسلم، وعن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال يارسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال صلى الله عليه وسلم “لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله” وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أفضل الذكر “لا إله إلا الله و أفضل الدعاء الحمد لله” وقال ابن عباس رضى الله عنهما “الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس.

فإذا ذكر الله تعالى خنس” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة “ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم” قالوا بلى يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم “ذكر الله عز وجل” وعن جابر رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان، سبق المفردون”

قالوا وما المفردون يا رسول الله ؟ قال “الذاكرون الله كثيرا والذاكرات” رواه مسلم، وإن أزكى الأعمال وخير الخصال وأحبّها إلى الله عز وجل هو ذكر الله تعالى، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربوا أعناقكم وتضربوا أعناقهم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال “ذكر الله تعالى” رواه الترمذى، فإن الذاكرون الله تعالى هم السباقون في ميدان السير إلى الله والدار الآخرة، وهؤلاء هم الذين أعد الله لهم المنزلة الكريمة والثواب العظيم، فإن ذكر الله هو حياة القلوب, فلا حياة لها إلا به.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock