مقالات

الدكرروي يكتب عن وصف ذا الكفل في القرآن

الدكرروي يكتب عن وصف ذا الكفل في القرآن

الدكرروي يكتب عن وصف ذا الكفل في القرآن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الذي ينبغي الوقوف عنده، والتعويل عليه في شأن نبي الله ذا الكفل، هو خبر القرآن الكريم، وقد وصف القرآن ذا الكفل عليه السلام بوصفين، وهو أنه من الصابرين، والصبر من شيم الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم من الصالحين، وأنه من الأخيار، أي من المختارين المجتبين الأخيار، وهو وصف شارك
inbound5422481039868887083
فيه غيره من الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام، وقد قال السعدي في تفسير الآيات الكريمة، قال إن هؤلاء الأنبياء قد استخلصهم الله تعالى بأحسن الذكر، والثناء عليهم فقد استخلصهم من الخلق وانتقى لهم الأفضل من الأعمال والخصال الحميدة، والخُلق، والطباع الحسنة، وقد روي عن ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد، أن نبى الله ذا الكفل لما كبر في العمر، خرج على قومه. 
وقال لهم إنه يرغب في أن يستخلفه رجلا على بني قومه، فيعمل عليهم قبل موته حتى يدري ما سوف يفعله بهم، وأما من يقول إن ذا الكفل لم يكن نبيا وإنما كان رجلا صالحا من بني إسرائيل فيروي أنه كان في عهد نبي الله اليسع عليه السلام، وقد روي أنه لما كبر اليسع قال لو أني استخلفت رجلا على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل؟ فجمع الناس فقال من يتقبل لي بثلاث استخلفه يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب، فقام رجل تزدريه العين، فقال أنا، فقال أنت تصوم النهار، وتقوم الليل، ولا تغضب؟ قال نعم، لكن اليسع عليه السلام ردّ الناس ذلك اليوم دون أن يستخلف أحدا، وفي اليوم التالي خرج اليسع عليه السلام على قومه وقال مثل ما قال اليوم الأول، فسكت الناس. 
وقام ذلك الرجل فقال أنا، فاستخلف اليسع ذلك الرجل، وقد تكرر اسم ذي الكفل في القرآن الكريم مرتين، الأولى كما جاء فى سورة الأنبياء في قوله سبحانه ” وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين” والثانية كما جاء فى سورة ص في قوله تعالى ” واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار” ولم يأت ذكر لذي الكفل في غير هذين الموضعين من القرآن الكريم، والذي عليه أكثر المفسرين أن ذا الكفل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أجمعين، وقال الرازي والأكثرون أنه من الأنبياء عليهم السلام، وقال ابن كثير وأما ذو الكفل فالظاهر من السياق أنه ما قرن مع الأنبياء إلا وهو نبي، وقال الآلوسي، وظاهر نظم ذي الكفل في سلك الأنبياء عليهم السلام أنه منهم. 
وهو الذي ذهب إليه الأكثر، وقال ابن عاشور، وأما ذو الكفل فهو نبي، ولكن قد اختلف في تعيينه، فقيل هو إلياس المسمى في كتب اليهود إيليا، وقيل هو خليفة اليسع في نبوة بني إسرائيل، والظاهر أنه عُوبديا الذي له كتاب من كتب أنبياء اليهود، وهو الكتاب الرابع من الكتب الاثني عشر، وتعرف بكتب الأنبياء الصغار، وذهب آخرون إلى أن ذا الكفل ليس بنبي، بل كان رجلا صالحا، وقد روي عن مجاهد في قوله سبحانه “وذا الكفل” قال هو رجل صالح غير نبي، وتكفل لنبي قومه أن يكفيه أمر قومه، ويقيمهم له، ويقضي بينهم بالعدل، ففعل ذلك، فسمي ذا الكفل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock