مقالات

الدكروري يكتب عن “من لم يدع قول الزور

الدكروري يكتب عن "من لم يدع قول الزور

الدكروري يكتب عن “من لم يدع قول الزور”
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 22 يناير 2024
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية أنه دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في دين الله
inbound2899270331273852506
بالحمية التي كان يحاربه من قبل بها، فما لبث حين أسلم أن حرص على أن يذيع في قريش كلها إسلامه، وكان المسلمون لا يستطيعون أن يصلوا بالبيت العتيق، فقاتل عمر بن الخطاب قريشا حتى تركوهم فصلوا، وكانت الدعوة إلى الإسلام تجري خفية، حتى إذا أسلم عمر دُعي إليه علانية، وجلس المسلمون حول البيت وطافوا به وانتصفوا ممن غلظ عليهم لذلك فشا أمر محمد صلي الله عليه وسلم في قبائل قريش كلها، فأقبل كثيرون من أبنائها على الإسلام، هنالك ائتمرت قريش. 
فتعاهدت قبائلها فكتبوا بينهم صحيفة علقوها في جوف الكعبة وتعاقدوا فيها على ألا تكون بينهم وبين محمد صلي الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب تجارة أو صلة، بذلك ازدادت الحرب شدة بين قريش والمسلمين، وقد استعانت قريش في هذه الحرب بكل الأسلحة فاستعانت بسلاح الدعاية فزعمت أن محمدا صلي الله عليه وسلم ساحر البيان يفرق بقوله بين المرء وابنه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجه، وبين المرء وعشيرته، ودست عليه النضر بن الحارث يخلفه في كل مجلس ليقص على قريش نبأ فارس ودينها، ثم يقول والله ما محمد صلي الله عليه وسلم بأحسن حديثا مني، وما حديثه إلا أساطير الأولين، اكتتبها كما اكتتبتها، وأذاعت أن غلاما نصراني اسمه جبر هو الذي يعلم محمدا صلي الله عليه وسلم أكثر ما يأتي به.
وكان محمد يكثر من الجلوس عند المروة إلى مبيعة هذا الغلام، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد روي عن أبى هريرة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه فى أن يدع طعامه وشرابه” رواه البخاري وأبو داود والترمذى، وقال الله تعالى كما جاء فى سورة التوبة ” قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين” فإن الصلاة، والصوم، والزكاة، وإذا حج العبد بمال حرام وقال لبيك اللهم لبيك، قال الله له لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك، فإن لذلك أخطر موضوع على الإطلاق بعد الإيمان بالله الحلال والحرام، فإن الحلال طيب والحرام خبيث، فمن قواعد الحلال والحرام أن التحريم متعلق بالخبائث تعلقا علميا. 
ذلك أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة، أنعم عليه بنعمة الوجود أو نعمة الإيجاد، وأنعم عليه بنعمة الإمداد، وأنعم عليه بنعمة الهدى والرشاد، والإنسان ضعيف والله هو القوي، والإنسان جاهل والله هو العالم، لذلك من حق الربوبية أن تأمر هذا العبد بما تشاء بلا سؤال ولا تعليل، ولكن رحمة الله عز وجل، وحكمته، وكماله، جعل أوامره ونواهيه متعلقة بمصالح عباده ومعللة بالخير، أنت إذا كنت ضعيفا أمام قوى وأعطاك أمرا لا تستطيع ولا تجرؤ أن تسأله لماذا أمرتني بهذا الأمر؟ وما الحكمة من ذلك؟ مع إنسان لا قيمة له إطلاقا نفذ ثم اعترض، فأنت مع خالق الأكوان عبد ضعيف، أنعم الله عليه بنعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد، ونعمة الهدى والرشاد، له أن يأمرك بحكم ربوبيته.
ولك أن تطيع بحكم عبوديتك، ومع ذلك رحمة الله عز وجل، وحكمته وكمالاته اقتضت أن تكون أوامره ونواهيه متعلقة بمصالح خلقه، فاللهم إنا نشهد بأننا نحبك ونحب نبيك صلى الله عليه وسلم، فاللهم ارزقنا اتباعه، والتأسي به والاقتداء بهديه، الله لا تحرمنا شفاعته يوم العرض عليك، اللهم اجعلنا من زمرته، واجعلنا من أنصار دينه الداعين إلى سنته المتسكين بشرعه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock