تابع خلق ” الصدق”
تابع خلق ” الصدق”
بقلم/ جادالله عبدالهادي
أيها الأحباب مازلنا معا بصدد خلق ” الصدق ” وقد أطالنا الحديث عنه لأهميته فعندما ننظر حولنا فى الأسواق والتي قال عنها النبي صل الله عليه وسلم ” إن شر بقاع الأرض الأسواق” وذلك لما فيها من أيمانات كاذبة ما أنزل الله بها من سلطان فنجد التاجر يقسم ويكذب لخداع الناس من أجل حفنة من المال ،كذلك نعد شهادة الزور أيضا من الكذب .والصدق خلق من أخلاق النبيين والصديقين والصالحين فقال تعالى فى كتابه الكريم” واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا” وأيضا هناك أناس يعتذرون عن خطأ ما وقع منهم فيتناول حديثه بالكذب وهو يعلم أنه يكذب ويقسم كذبا محاولة منه إبعاد هذا الخطأ عنه فيقع فيما هو أقبح وأشد عليه دون علمه وهو الكذب فقال النبى صل الله عليه وسلم ” تحروا الصدق وإن رأيتم أن الهلكة فيه فإن فيه النجاة ” وقد ورد فى الأثر أنه كان هناك رجل يجري مسرعا ليختبىء من مجموعة من اللصوص يسعون خلفه لأذيته فوجد رجلا فقال له اخفنى عن الأعين فقال له : انزل واختبيء تحت كومة القش هذه فجاء اللصوص فسألوا الرجل هل رأيت رجلا أوصافه كذا وكذا فقال : نعم رأيته إنه أسفل هذه الكومة فنظروا إليه وانصرفوا ثم خرج الرجل المختبيء وهو يصرخ غاضبا وأخذ يعنف الرجل أتريد قتلى؟ تخبرهم عن مكاني فقال الرجل مبتسما: ” الصدق ينجيك” فلو قلت لهم لم أراك لفتشوا وبحثوا بنفسهم فى كومة القش ولكنهم نظروا إلى استهزاء بكلامى ظنا منهم إنى كاذب أو أهذأ بهم فأنصرفوا .وبهذا أيها الفضلاء نكون قد انتهينا من خلق ” الصدق ” فاللهم اجعلنا من الصادقين فى أقوالنا وأفعالنا .وفى حلقة الغد مع خلق جديد إن شاء الله تعالى.
