دين ودنيا

وقفه إيمانية ومع أبو الأسود الدؤلي الكناني ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع أبو الأسود الدؤلي الكناني، وكان قومه بنو الدئل بن بكر حلفاء لقريش ضمن عقد صلح الحديبية وهم الذين عدوا على خزاعة وكان ذلك سبب فتح مكة من قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شارك في العديد من النشاطات الدينية والاجتماعية والسياسية، وقد اجتمع العلماء والفقهاء على ذكائه وتعقله، وعُرف عنه حسن التدبير، و قد تتلمذ الكثير من الأشخاص على يديه منهم عطاء وعنبسة بن معدان الفيل المهري وميمون بن الأقرن ويحيى النعماني ونصر بن عاصم الليثي الكناني، كما كان أبو الأسود الدؤلي شاعرا ينظم الشعر وله العديد من القصائد وله ديوان شعري، وكان يُلقب أبو الأسود بِلقب ملك النحو لوضعه علم النحو.

فهو أول من ضبط قواعد النحو، وقد روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري وأبي موسى الأشعري وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود والزبير بن العوام وعبد الله بن عباس، وعمران بن حصين ومعاذ بن جبل، وقد تميّز أبو الأسود الدؤلي بأعماله، وقد أسس قواعد اللغة العربية، حيث خاف على الناس من الوقوع في اللحن والغلط في قواعد اللغة العربية، وإن اللغة العربية تتميز اللغة العربية بأصالتها وقدرتها التعبيرية، ومقدرتها الفريدة على الوصف والتشبيه بدقّة ومرونة بالإضافة إلى البلاغة، فكل كلمة باللغة العربية لها معناها وبلاغتها، وهي لغة القرآن الكريم، حيث اختارها الله لتكون اللغة التي يخاطب بها خلقه جميعا.

ويعتبر نزول القرآن باللغة العربية معجزة أزلية لعدم تمكن أحد من الحديث بنفس البلاغة التي نزل الفرآن بها، وكما تنزل بالكتاب العزيز فى سورة الحجر ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” ومع انتشار الدين الإسلامي بسبب الفتوحات الإسلامية دخل العديد من الأعاجم وغير العرب بالدين الإسلامي، وتم أيضا نشر الثقافة والشعر والعلوم والبلاغة العربية في جميع أرجاء العالم، ومع ازدياد عدد المسلمين من غير العرب، أصبحت هناك حاجة ملحة لتعليمهم اللغة العربية قراءة ومحادثة ليتمكنوا من قراءة القرآن الكريم، بالإضافة إلى تدبر معانيه وفهمها، وللأسف فقد واجهتهم العديد من الصعوبات، منها الحاجة إلى وضع قواعد خاصة لبيان الحركات والهمزات.

وكيفية لفظها، وضرورة وجود نقاط لتميز الحروف المتشابهة، ومن هنا قام علماء اللغة العربية بتعديل اللغة العربية على مرحلتين، وهى مرحلة النحو، وتتعلق هذه المرحلة الوضع بوضع حركات ونقاط معينة لبيان معنى الكلمات من ناحية القواعد النحوية، ويعتبر أبو الأسود الدؤلي هو أول من قام بتحديد قواعد النحو بعد طلب الخليفة علي بن أبي طالب منه ذلك، فقام بوضح الحركات للدلالة على أماكن الفتح والضم والكسر والجر والنصب، لتسهيل عملية النطق، وأيضا تنقيط الحروف وتشمل المرحلة الثانية عملية تنقيط الحروف وذلك لتسهيل القراءة وتمييز الحروف المتشابهة، حيث قام ناصر بن عاصم وهو أحد أهم علماء اللغة بوضع النقاط الأساسية على حروف اللغة العربية.

وذلك بعد طلب الحجاج بن يوسف الثقفي أثناء ولايته على مدينة بغداد، حيث يرجح العديد من المؤرخين أن السبب في تنقيط اللغة العربية، أن أعجميا جاء لزيارة الحجاج بن يوسف الثقفي من أجل أن ينشد له أبياتا من الشعر والمدح، إلا أنه قام بإلقائها بطريقة مضحكة جدا، لأن الكلمات لم تكن منقوطة، فقام الأعجمي بلفظها حسب ما ظنه صحيحا، مما أدى إلى تغير في معاني الكلمات، وهذا الأمر الذي سبب غضبا كبيرا لدى الحجاج بن يوسف، وأمر حراسه بجلده ومعاقبته، فقام نصر بن عاصم بالطلب من الحجاج ان يصفح عن هذا الأعجمي، فطلب منه الحجاج أن يبتكر طريقة ما لمساعدة المتحدثين باللغة العربية وخصوصا من هم ليسوا عربا على قراءة اللغة العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock