الخلل فى المعاير والقيم وهو الطريق للتخلف والإنهيار

بقلم الكاتب الصحفى/فؤاد غنيم

منذ مايقرب من ٥٠ عاماً وانا أرصد حركة المجتمعات من سلوكيات وتصرفات 

وما يقوم بهالأفراد والجماعات وكذلك المؤسسات وعلى كل المستويات من سلوكيات وتصرفات وصياغة العلاقات بين جميع الأطراف وعلاقة كل الأطراف بعضهم ببعض تقوم فى الأساس على معاير وقيم بها خلل كبير.

والمؤكد أن المجتمعات فى كل علاقاتها بين جميع الأطراف تستند فى الأساس على معاير وقيم إما أن تكون من الدين الذى انزله الله على الانبياء والمرسلين واخرهم نبيى ورسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإما أن تكون هذة المعاير والقيم نابعه من عادات المجتمعات وقد توارثتها الاجيال والتى فى معظمها لم ينكرها الإسلام بل أكد عليها طالما تتوافق مع ما أنزله الله على ورُسوله.

ومع تطور الحياة إلى ما هو أفضل وأعظم فى عصرنا هذا مقارنة بالعصور السابقه التى كانت الحياة فيهاصعبة على الجميع 

فى كل نواحي الحياه من مأكل وملبس وتنقل ورفاهيه لن يكن يجرأ ان يحلم بها أجدادنا فى العصور السابقه فقد أصبحت أى مواطن فى اي دوله مهما كانت درجة الفقر الذى يعيش فيه بمقابس هذا العصر أفضل بكثير من حياة فرعون وكسرى وقيسر

فانظر كيف كانت حياة فرعون وكسرى وحياتك انت الان 

فعلى سبيل المثال لا الحصر كان هؤلاء الملوك يركبون عربه بحمار ثم تطور إلى عربه بحصان وانت تركب السيارات الفارهة ووسائل المواصلات الحديثه وكانوا يسافرون على ظهور الإبل عدة شهور وانت تسافر على طائره عده دقائق او الساعات .

وكذلك المسلمون الأوائل والرسول كيف كانت حياتهم وكيف هى حياتنا الأن. 

كل هذة الأجيال عاشت تحت قيم ومعاير منضبطه تسمو فيها الروح وترتقى فيها الأخلاق وتعلو فيها معاير وقيم وأخلاق المجتمع و رغم قسوة الحياة فقد ساد فيها حُب الخير للاخرين وخُلق التسامح وخُلق الإثار وروح التعاون ونبذ الظُلم والوقوف بجان المظلوم .

فرغم كل ما نحن فيه من تقدم وجمال الحياه وروعتها عما سبق إلا إننا نعيش على معاير مختلة وقيم غير منضبطة وسلوكيات 

لا تستند إلى أخلاق ومبادئ وقيم المجتمع بل تستند إلى معاير وقيم تحكمها المصالح الضيقه الشخصيه أو القبلية والعائليه 

بل تغليب هذة المصالح على أى شيئ وكل شيئ .

أصبحت حياتنا مليئه بالمتناقضات والسلوك المعوج  

 أصبحت حياتنا ترتكز على قيم ومعاير تحكمها الأطماع والأهواء والملذات عل حساب كل شيئ .

أصبح الخلل فى القيم والمعاير هو الأصل الذى نعيش بيه.

ولهذا أصبحت حياتنا مليئه المشاكل والصراعات والتى نتج عنها أحداث غير معقوله ولا يقبلها عقل ولا تستند إلى أساس غير الخلل فى المعاير والقيم .

فأصبح الصراع داخل الأسرة شيئ لايحتمل والذي نتج عنه أبناء غير أسوياء يخرجون لتدمير المجتمع من مخدرات وبلطجه وقتل وغيرها .

وزاد الصراع بين جميع أفراد المجتمع .

كل هذا يؤدى فى النهايه إلى التخلف عن ركب الحضاره 

والرجوع إلى الخلف إلى عشرا ومئات السنين ومن ثم نصل إلى مرحلة الانهيار.

فهل يمكن أن نستفيق ونٌأصل المعاير والقيم فى حياتنا دون خلل 

حتى نلحق بركب المحاضره التى بعدنا عنها كثيراًرغم اننا صناع الحضاره للعالم.