دين ودنيا

وقفه مع الوفاء بالعهد فى الإسلام “الجزء الثانى”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع الوفاء بالعهد فى الإسلام، والوفاء يكون أيضا في العهود والمواثيق، وفي الشروط والمصالحات، وفي إنجاز الأعمال وأداء الواجبات، وفي كل أنواع المعاملات، ما لم يكن في محرم فلا وفاء في أمر حرام، يخالف الشرع والدين، وقد كان صلى الله عليه وسلم أعظم خلق الله وفاء بالوعد حتى جاء عن عبد الله بن أبي الحمسا رضي الله عنه أنه قال “بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت ثم ذكرت بعد ثلاث فجئت فإذا هو في مكانه فقال يا فتى لقد شققت على أنا هاهنا منذ ثلاث انتظرك” رواه أبو داود، ولكن ما جزاء من لم يفى بالعهد واخلف في الوعد، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.

“العدة دين ويل لمن وعد ثم أخلف، ويل له ويل له، ثلاثا” وعن ابن بريدة عن أبيه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “ما نقض قوم العهد قط، إلا كان القتل بينهم، وما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة، إلا حبس الله عنهم القطر” فعليكم بالوفاء بالعهد والصدق في الوعد، ولا تلزموا أنفسكم بما لا تستطيعون أداءه ولا تتحملون الفاء به واعلموا أن من أخلف الوعد ولم يفي بالعهد، فقد تخلق بأخلاق المنافقين لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه البخاري ” آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان” فالوفاء يجب أن يكون مع الناس كافة، فما أشد حاجة الناس اليوم إلى الوفاء.

في زمن فشى فيه الجحود والنكران في قلوب كثير من البشر، فلا الجميل عندهم عاد يُذكر، ولا المعروف لديهم صار يُحفظ، أف مِن الدنيا حين يئن الوفاء في صدور الشرفاء ويتوارى الضعفاء الجهلاء خلف أحراش النكران والجفاء فلو نظرت إلى واقع الأمة اليوم، ستجد كم من الناس من يتكلم، وكم من الناس من يَعد، وكم من عهود مسموعة ومرئية ومنقولة ولكن أين صدق الوعود؟ وأين الوفاء بالعهود؟ ومن الأمور التي يجب الوفاء بها الوفاء في سداد الدين فقد اهتم الإسلام بالدّين لأن أمره عظيم، وشأنه جسيم، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على قضاء الدين، وكان لا يصلي على الميت إذا كان عليه دين حتى يُقضى عنه، فعن أبى هريرة رضى الله عنه.

عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله” رواه البخارى، ومن الأمور التي يجب فيها الوفاء، الوفاء للعامل الأجير، بإعطاء الأجير أجره، فعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه” رواه ابن ماجه، ومنها وفاء العامل بعمله وذلك بأن يعمل العامل، ويعطي العمل حقه باستيفائه خاليا من الغش والتدليس، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الله عز و جل يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” رواه الطبرانى، ومن الوفاء ، هو الوفاء بما التزم به من بيع أو إجارة.

ووفاء الولاة والأمراء بالعهود والمواثيق في علاقاتهم مع الدول، فليعلم العبد أنه سيسأل عن وفائه يوم القيامة، فقد قال الله عز وجل فى سورة الإسراء “وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا” فماذا يكون جواب العبد إذا سئل عن وعوده وعهوده وعقوده التي أمره الله تعالى بالوفاء بها وأدائها، فقال سبحانه فى سورة النحل ” وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم” وقال الله عز وجل فى سورة المائدة ” يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود” فماذا يكون جوابه وقد أخلف وعده وضيع عهده وخان أمانته؟ فليحذر العبد من إخلاف الوعد والعهد، وليعلم أن ذلك من خصال النفاق ونعوذ بالله من النفاق، فواجب على المسلم أن يفي بما التزم به مع الآخرين من عهود ووعود وعقود في بيع أو إجارة أو عمل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock