Uncategorized

ثقافة شعبنا هتخلى الكورونا تسكن عندنا

طارق سالم

مازلنا بالفعل نعانى من الفكر التربوى والثقافى في جميع أمور حياتنا اليومية والمعيشية وحتى ظاهرة جلية في وقت الكوارث والأزمات ولعلنا ما شاهدناه في الايام العصيبة التى يعيشها العالم والمعاناة من فيروس كورونا ونحن لسنا بمعزل عن العالم ولقد مسنا الضر أيضا من هذا الفيروس اللعين ولكن هنا نقف مع حضراتكم وقفة ثقافية وعلمية والتى من أهم صفحاتها هو الإنتماء الحقيقي للوطن ولنعلم عندما يضعف الإنتماء عند بنو البشر اصبح كل منا في معزل عن الحياة وأصبح من القاسية قلوبهم والمشتتة افكارهم ومن الذين ضلت عقولهم .

• كلنا يعلم تمام العلم ويؤمن تمام الإيمان أن الاقدار بيد الله سواء كان قدر كل منا الموت فمات بالفيرس أو بدونه لأنها هى سنة الله في كونه وفي خلقه وكما نردد ونقول تعددت الاسباب والموت واحد وكلنا يعلم أن الدار الدنيا دار فناء والأخرة هى الحيوان فلابد أن نغير من مفهوم الأقدار من حقيقية جلية نلمسها كل ساعة إلى عاطفة جلية لا ثمن ولا تغنى من جوع لأن أمر الله نافذ لا محالة وكما قال سبحانه وتعالى في كتابة الكريم : ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) صدق الله العظيم .

• وعندما حل هذا الفيروس اللعين علينا بمصر كان لابد من تفعيل دور الأطباء والممرضين وتوفير كافة الإستعدادات والأدوات لمواجهة هذا الخطر المميت وأخذ كافة الوسائل الطبية وتسخيرها لخدمة مرضى هذا الفيروس وكما أن للوطن جيش يحميه من العدوان وحماية أرضه وحدوده من المغتصبين والإرهابين والدفاع عنه بالروح والدم والموت في سبيله هناك أيضا ما يسمى بالجيش الأبيض وهم من الأطباء والمعاونين اليوم جاء دورهم للدفاع عن الشعب والمرضى منه والحفاظ على سلامته بكل الأسلحة البيضاء التى تتوفر لدى كل طبيب ومعاونيه بجانب سلاحة الاساسى وهو العلم الذي تعلمه بالدولة ووفرت له كل سبل الراحة حتى يكتسب المهارات ويصبح طبيبا نافعا لنفسه ولبلده خاصة عند هذه الأزمات الطارئة التى تتعرض لها الدولة ومواطنيها فكان لزاما عليهم الوقوف بكل صلابة بدنية وعلمية مهما كانت للتصدى لهذا الفيروس وعلاج المرضى والحفاظ على الاصحاء منهم حتى ولو كان ثمن هذا فناء حياته وقضاء أجله لأنها رسالته التى اختصه الله بها في هذه الحياة .

• ونحن نعلم ونؤمن إن كنا على يقين من هذا أن الأقدار بيد الله فكما كانت هناك قتلى بالجيش عند الدفاع عنه وعن أرضه وعرضه وشعبه وقدموا أنفسهم وأرواحهم فداءا له وقدموا الشهادة في سبيله دون خوف ولا تردد بكل الإقدام والهمة والشجاعة في وجه العدو ومباشرة القتال معه حتى ينصره الله أو يهلك دونه حتى وإن كان مجندا أو متطوعا أو من رجاله الدائمين فالكل أمام الدفاع عن الوطن واحد لأنه يؤمن برسالته وواجبه دون تكاسل أو تهاون أو تحدثه نفسه التى بين جنبيه لماذا هذا وذك لا يتقدمون الصفوف أو لماذا نحن نقاتل وغيرنا بالخلف ينتظرون أو تحدثه نفسه عن الهروب من الميدان ومواجهة القتال إما أن يقتل أو يصاب .

• وبالمثل هنا جاء دور الجيش الأبيض وكما أطلق عليه هذا اللقب مع الفارق الكبير بين هذا وذاك في التدريب والاسلحة والمعدات وكذلك العيش بأرض صحراء وشمس حارقة ولكن أفراد الجيش الأبيض سلاحهم الوحيد هو العلم وتطبيقه على أرض الواقع والعمل على استخدام كافة الاسلحة والأدوات الطبية للتطبيق العملى عند هذه الكارثة نعم هو في مواجة المرضى مباشرة ولكن هذا هو قدره وعمله الذي تعلمه منذ دخوله كلية الطب وهو التعامل مباشرة مع المرض والمريض وبالأخير هو يأخذ بالأسباب وفقط ولكن يعلم أيضا أن الاقدار بيد الله والشافى هو الله وهذه كلمته الأوليه عند سؤاله عن المريض الذي يتعامل معه .

• وما نلاحظه هذه الأيام من هجمة غير لائقة من بعض الأطباء على الأهمال في التعامل مع بعض من زملائهم عند اصابتهم بالفيروس وتقديم البعض باستقالته والهروب من الميدان فهذه خيانة للوطن وخيانة للقسم وخيانة لله أيضا والذي اختصه هو من دون البشر ليكون من ملائكة الرحم بالأرض للتخفيف عن المرضى وعلاجهم ولو لم يريد الله لهم خيرا ما فقههم فيه ولا اختصهم بهذه الخاصية الملائكية بالأرض .

• وكما كان بالجيش شهداء من بين أفراده فلابد أن يوجد أيضا شهداء من بين الجيش الأبيض لأنهم بالميدان وإصابتهم ليست ببعيدة عنهم وهذه اقدارهم وليس تقصيرا من أحد لأن المرض والشفاء بيد الله والموت والحياة خاصية الله وفقط إن كنا نعلم ذلك يقينا فلا ننزعج ولا نياس من رحمة الله وهذه سنة الله فى خلقه وبين عباده .

• فلابد من العمل واستمرار الجهاد بالميدان مهما كانت اسلحتكم وأدواتكم وتأدية رسالتكم الخاصية من الله لكم ولا تتركون الميدان مهما كانت الاسباب لأنكم مسئولون عن هؤلاء المرضى أمام ربكم عندها ماذا تجيبون

• أتمنى أن لا تأخذنا العاطفة فى هذه الثقافة لأننا جميعا في ميدان حقيقي وليس بالإختيار فكلنا مسئولون أما الله والوطن والشعب وأن نعيد لمصرنا مجدها وعزها أمام العالم أن ابنائها من هذين الجيشين هم ابناء الوطن الحقيقين والذي يحملون أبدانهم وأرواحهم على كفوفهم مهما كان العدو ومهما كان الفيروس ونردد نموت نموت وتحيا مصر .

أتمنى بنهاية مقالى أن نغير من ثقافتنا اليويمة والحياتية والدنيوية ونعمل على أرض الواقع بثقافة العلم وأداء الواجب مهما كانت التضحيات وأتمنى هذا في كل مجالات الحياة وبكل مؤسسات الدولة أن تكون ثقافتنا وطنية بالمقام الأول .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock