مقالات

الدكروري يكتب عن أحداث ليلة الإسراء والمعراج

الدكروري يكتب عن أحداث ليلة الإسراء والمعراج

الدكروري يكتب عن أحداث ليلة الإسراء والمعراج 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد نشأ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم متحليا بكل خلق كريم، مبتعدا عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس وأنصحهم وأفصحهم لسانا، وأقواهم بيانا، وأكثرهم حياء، يُضرب به صلى الله عليه وسلم المثل في الأمانة والصدق والعفاف، أدبه الله تعالي فأحسن تأديبه فكان صلى الله عليه وسلم أرجح الناس عقلا، وأكثرهم أدبا، وأوفرهم حلما، وأكملهم قوة وشجاعةً وشفقة، وأكرمهم نفسا، وأعلاهم منزلة

inbound367943943841222795

، وبالجملة كل خلق محمود يليق بالإنسان فله صلى الله عليه وسلم منه القسط الأكبر والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه صلى الله عليه وسلم، شهد له بذلك العدو والصديق، وأما عن أحداث ليلة الإسراء والمعراج، فقد أخرج الإمام البخاري رحمه الله. 

في صحيحه حادثة الإسراء المعراج، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم مستلقيا على ظهره في بيت السيدة بنت عمه أم هانئ، فانفرج سقف البيت، ونزل منه ملكان على هيئة البشر، فأخذاه إلى الحطيم عند زمزم، ثم شقا صدره، وأخرجا قلبه الشريف وغسلاه بماء زمزم، وملآه بالإيمان والحكمة لكي يكون ذلك استعدادا له لما سيشاهده، وليكون تهيئة له من الناحية اليقينية والروحية، وقد علق الحافظ ابن حجر على ذلك فقال”وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته، لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك” ثم جاء جبريل عليه السلام للنبى صلى الله عليه وسلم بدابة البراق. 

وهي دابة أصغر من الفرس وأكبر من الحمار، تضع حافرها عند منتهى طرفها، أي تضع خطواتها فتصل إلى مد بصرها، فلما ركبها النبي صلى الله عليه وسلم لم يثْبت، حتى قال له جبريل عليه السلام أن يثبت، فلم يركبها أحد خير منه، فثبت النبي صلى الله عليه وسلم وتصبب عرقا، ثم انطلقت بهما إلى بيت المقدس، ثم عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم وجبريل إلى السماء الدنيا، فرأى صلى الله عليه وسلم أبونا آدم عليه السلام، ورحب به، ورد عليه السلام، وأراه أرواح الشهداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره، ثم صعد صلى الله عليه وسلم إلى السماء الثانية، فرأى فيها يحيى وعيسى عليهما السلام، فسلم عليهما، ثم صعد صلى الله عليه وسلم إلى السماء الثالثة ورأى فيها يوسف عليه السلام. 

ثم رأى إدريس عليه السلام في السماء الرابعة، وهارون عليه السلام في السماء الخامسة، وموسى عليه السلام في السماء السادسة، وفي السماء السابعة رأى الخليل إبراهيم عليه السلام، وجميعهم يُسلمون عليه، ويُقرّون بنبوته، ثم صعد إلى سدرة المنتهى، والبيت المعمور، ثم صعد فوق السماء السابعة، وكلم الله تعالى، ففرض عليه خمسين صلاة، وبقي النبي صلى الله عليه وسلم يراجعه حتى جعلها خمسا، وعُرض عليه اللبن والخمر، فاختار اللبن، فقيل له أنه أصاب الفطرة، ورأى أنهار الجنة، اثنان ظاهران، واثنان باطنان، ورأى خازن النار مالك، ورأى أكلة الربا، وأكلة أموال اليتامى ظلما، وغير ذلك الكثير من المشاهد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock