مقالات

100 يوم من العزلة والتعايش مع كورونا

100 يوم من العزلة
والتعايش مع كورونا
بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير

سمعنا كثيراً عن رواية الأديب اللاتيني جبريل جارسيا ماركيز ( الفائز بجائزة نوبل 1982 )
الحب في زمن الكوليرا ومائة عام من العزلة
لكننا لم نتخيل أبداً ان نعيشها فعلياً مع الحظر المنزلي لمليارات البشر نصف العالم تقريباً
من أجل تفادي عدوي وباء كورونا
الذي تجاوز ضحاياه ربع مليون قتيل مع ما يقارب أربعة مليون اصابة بالفيروس حول العالم

ثلث الإصابات عالمياً في امريكا المريضة بشهادة إعلامها نفسه
مع ربع حالات الوفيات أيضاً
نصف الوفيات والإصابات هناك ضربت التفاحة الكبيرة بعد تحول نيويورك ” عاصمة المال ” الي مدينة موبوءة بؤرة للمرض مع جارتها نيوجيرسي

تليها بريطانيا المريضة رغم شفاء رئيس حكومتها بوريس جونسون والأمير تشارلز ولي العهد البريطاني
إلا انها تجاوزت دول موبوءة اخري ( إيطاليا اسبانيا فرنسا) في عدد الوفيات التي وصل 33000
في خسائر بشرية واقتصادية ضخمة غير مسبوقة في زمن السلم
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية 1945
بما يعني ان العالم يخوض حرباً شاملة مع فيروس كورونا عام 2020

روسيا دخلت في دوامة كورونا الثامنة عالمياً 115000 إصابة لكنها تخفي عدد موتاها مثل تركيا الغارقة في المرض بإصابات 123000 وآلاف الوفيات

أزمة كورونا بهولندا خسفت بأسعار المطاعم السريعة ومحلات الهوريكا
حتي أن بعضها أشهرت إفلاسها لعجزها عن دفع الايجارات والمصروفات مع قلة الإيرادات

تجولت في شوارع هولندا سيارات تابعة للبلديات تذيع تحذيرات للمواطنين
بجانب توعية الميديا والإعلانات الكبيرة في الحدائق والأماكن الحيوية
من تجاوز المسافة متر ونصف بين الأشخاص لتفادي عدوي كورونا
المخالفين سوف يدفعون غرامة 390 € (7000 ج ) لكل شخص
مع عدم السماح لأكثر من شخصين بالسير معاً او ركوب السيارة

اختفت مظاهر الاحتفال بعيد الملك في امستردام وهولندا كلها هذا العام بسبب عدوي كورونا
وقد تم تخفيف هذه الإجراءات بدء من 11 مايو الجاري
باستعادة تدريجية للحياة الطبيعية
لكن مع ضرورة ارتداء الكمامة في المواصلات العامة
والسماح للمسارح والسينما بحد أقصي 30 شخصاً من اول يونيو
ومنع التجمعات والاحتفالات لأكثر من ثلاثين شخصاً حتي أول سبتمبر القادم

هنا سؤال مشروع هل تستمر هولندا وأوروبا في أذاعة آذان الصلاة في مساجد المسلمين بعد إنتهاء أزمة كورونا
أم أنها سوف تعود كما كانت قبلها
ترفض ذلك باستماتة غريبة بدعوي العلمانية التي تقبل أجراس الكنائس لكنها ترفض آذان المسلمين

كورونا قام بإذلال العالم كله الأغنياء والفقراء
النافذين والمعدومين
الأقوياء والضعفاء
كل الرؤوس تساوت مقهورة من فيروس لاتراه إلا بالمجهر

بسبب حظر كورونا
للأزواج في بيوتهم لمدة طويلة
زادت حالات الحمل المنتظرة مع نهاية العام ” دفعة كورونا “
كذلك زادت معدلات الطلاق وحالات المرض النفسي والجنون أيضا

شهدنا جهود هائلة من الحكومة المصرية
التي أقامت جسورا جوية عديدة لإجلاء آلاف المصريين العالقين بكل دول العالم برًا وبحرًا وجوًا
لكن كالعادة يقوم اخوان الشياطين بالتهييج ونشر الشائعات للفتنة

هنا سؤال بريء جداً
أين دكاترة الفنكوش سفراء ومستشارين الاتحاد الأوروبي من أزمة كورونا .. أين هي مساعداتهم الإنسانية للمصريين في ايطاليا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا
صدعونا بأوهامهم
لكنهم اختفوا ساعة الجد
لذا يجب محاسبة كل هؤلاء بمبدأ الثواب والعقاب

تصاعدت المعدلات اليومية للإصابات والوفيات في مصر
تجاوزنا 7000 من بداية رمضان
هل للصيام دور في ذلك
أم عودة المصريين من الخارج
وهل خرج الفيروس عن السيطرة

هل انتهت هجرة المصريين الطارئة للخارج بسبب كورونا بعد نصف قرن من بدايتها في السبعينيات من القرن الماضي

وهل سوق العمل في مصر قادرة علي استيعاب عشرة مليون عائد بنسبة 10% من مصريين الداخل

كل خصوم مصر وأعداءها راحوا في الوباء جات لهم شوطة
تركيا وإيران إسرائيل وقطر

أبطال #الجيش_الأبيض من أطباء وتمريض وإسعاف
يخاطرون بحياتهم لإنقاذ مرضي كورونا
ماذا لو رفضوا العمل وتركوا مرضاهم يواجهون مصيرهم
بعد وفاة ممرضين ودكاترة كثيرين داخل وخارج مصر أثناء تعاملهم مع المرضي

مصر حزينة علي شهداءنا في حربها العادلة ضد الاٍرهاب
لأنها كلما خلعت لون الحداد الإسود تلبسه مجدداً
وبين الإسود والأسود تلبس الرمادي . رحم الله جنود مصر

كورونا كسر العالم كسرًا يصعب إصلاحه يحتاج لسنوات طويلة تأثيره مثل حرب عالمية ثالثة بدون رصاصة واحدة

كورونا قلب العالم علي رأسه وجعله يمشي علي يديه
وأصابه بالشلل في كل المجالات
خاصة الاقتصادية منها الأسوأ منذ الكساد العظيم عام 1930

تخفيف بعض الدول لإجراءات العزل الصحي للمواطنين
إلا ان العالم لن يستطيع التنفس والعودة لحياته الطبيعية قبل الوصول لإختراع مصل ولقاح يعالج هذا الفيروس كورونا

بسبب ” فيروس” كورونا
أزمة جوع أصبحت تهدد العالم بعد نقص الإمدادات وانهيار الاقتصاد وأسعار النفط

شهدنا بأم أعيننا بعد كورونا
أن المال والسلطة والنفوذ ليسوا أعلي درجات الرزق
بل الرزق الحقيقي في الصحة والستر والذرية الصالحة

كورونا غير المعادلة
منع البشر من الاستمتاع بجنة دنياهم في الأرض
فلم يعد أمامهم إلا الإيمان لدخول جنة الله في السماء

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock