دين ودنيا

وقفه مع المهلب بن أبى صفره الأزدي “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع المهلب بن أبى صفره الأزدي، فتحابوا وأجمعوا أمركم ولا تختلفوا وتباروا تجتمع أموركم، وقد كانت الحكمة تجري علي لسانه، كيف لا وهم الجيل الذي شاهد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضوان الله عليهم أجمعين، وكانت من كلماته هو قوله “عجبت لمن يشترى العبيد بماله، ولا يشترى الأحرار بأفضاله” وقال أيضا الحياة خير من الموت، والثناء خير من الحياة، ولو أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن تكون لى أذن أسمع بها ما يقال فى غدا إذا مت” وقد أثني عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، لما وجدوا فيه من كريم الخلال فقد قال عبد الله بن الزبير، عن المهلب “هذا سيد أهل العراق”

وقال عنه قطري بن الفجاءة، المهلب من عرفتموه إن أخذتم بطرف ثوب أخذ بطرفه الآخر، يمده إذا أرسلتموه ويرسله إذا مددتموه ولا يبدؤكم إلا أن تبدؤوه، لا أن يرى فرصة فينتهزها فهو الليث المبر والثعلب الرواغ والبلاء المقيم” وقال عنه أبو إسحاق السبيعي ” لم أرى أميرا أيمن نقيبة ولا أشجع لقاء ولا أبعد مما يكره ولا أقرب مما يحب من المهلب، وأما عن المهلب بن أبى صفره فقد عينه الحجاج بن يوسف الثقفى، عاملا على خراسان وكان ذلك فى العام الثامن والسبعين من الهجره، وأما عن الحجاج فهو أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي، وهو قائد في العهد الأموي، وقد وُلد ونشأ في مدينة الطائف وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان.

فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قلده عبد الملك بن مروان أمر عسكره، وقد أمره عبد الملك بن مروان بقتال عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير وقتل عبد الله وفرق جموعه، فولاه عبد الملك بن مروان مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها العراق والثورة قائمة فيه، فانصرف إلى الكوفة في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب، فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة، وقد قام ببناء مدينة واسط ومات بها، وأجري على قبره الماء، فاندرس، وقد قيل عنه أنه كان سفاكا، سفاحا، مرعبا، وكان ذلك بإتفاق معظم المؤرخين وقد عرف بالمبيد وأما عن المهلب بن أبى صفره، فقد قام بفتوحات واسعة في بلاد ما وراء النهر.

وأما عن بلاد ماوراء النهر، فهي منطقة تاريخية وجزء من آسيا الوسطى، وتشمل أراضيها أوزبكستان والجزء الجنوب الغربي من كازاخستان والجزء الجنوبي من قيرغيزستان، وقد عرف الأوروبيين هذه المنطقة حتى بداية القرن العشرين باسم ترانسوكسيانا، وقد أطلق العرب المسلمون على تلك المنطقة اسم بلاد ما وراء النهر، وكان ذلك عندما فتحوا تلك المنطقة في القرن الهجري الأول إشارة إلى النهرين العظيمين الذين يحدّانها شرقا وغربا، وهما نهر سيحون ونهر جيحون، وأهم المدن بها هى سمرقند وبخارى وفرغانة وطشقند وخوارزم ومرو وترمذ، وهي أسماء تدل على أعلام لهم مكانتهم في التاريخ، مثل الخوارزمي.

والفارابي، والبخاري، والترمذي، وابن سينا، والجرجاني، والسجستاني، والبيروني، وقد إنتشرت بها البوذية والمسيحية النسطورية سابقا ويعتبر الإسلام الديانة السائدة في تلك المناطق، ويشكل الأوزبك، الكازاخ والروس الأغلبية العرقية في تلك المناطق، وأما عن المهلب بن أبى صفره، فقد قاد المهلب حملة استولى من خلالها على إقليم الصغد، وهى كانت الحضارة القديمة لأحد الشعوب الإيرانية وإحدى ولايات إمبراطورية أخمينيون، وقد غزا المهلب بن أبى صفره، خوارزم، وخوارزم هي واحة كبيرة تقع على دلتا نهر جيحون في غرب آسيا الوسطى، ويحدها في الشمال بحر الآرال وفي الشرق صحراء قيزيل، وفي الجنوب بصحراء قره قوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock