دين ودنيا

الدكروري يكتب عن عظمة الإسلام

الدكروري يكتب عن عظمة الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إنه تظهر عظمة الدين الإسلامي حين حض على العمل، ورغب الناس فيه، وجعل بعض الأعمال تصل إلى منزلة الجهاد في سبيل الله، من أجل ذلك حارب النبي صلي الله عليه وسلم هذه العادة السيئة وبالغ في النهي عن مسألة الناس، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال “ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم” وروى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر” وروى البخاري عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “اليد العليا خير من اليد السفلى” ولقد ذم السلف للعاطلين.

وإن المتابع لهدي السلف الصالحين يجدهم عمالا متكسبين وليسوا كسالى ولا متسولين، فقال صلى الله عليه وسلم “اليد العليا خير من اليد السفلى” رواه البخاري و مسلم، وقد حذر النبي صلي الله عليه وسلم من سؤال الناس، فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لإن يأخذ أحدكم حبله، فيأتى بحزمه الحطب على ظهره، فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه” رواه البخاري، ولقد قطع الإسلام كل الطرق أمام المتسول والبطال حتي لا يركن لشيئ مثل أن يركن بحجة العبادة ، أو يركن معتمدا علي مال الزكاة، ولقد رأى الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قوما قابعين في ركن المسجد بعد صلاة الجمعة، فسألهم من أنتم؟

قالوا نحن المتوكلون على الله، فعلاهم عمر رضي الله عنه بدرته ونهرهم، وقال لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، وإن الله يقول فى سورة الجمعة ” فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض ةابتغوا من فضل الله” وروى ابن أبي الدنيا في التوكل بسنده عن معاوية بن قرة، أن عمر بن الخطاب، لقي ناسا من أهل اليمن، فقال من أنتم؟ قالوا نحن المتوكلون، قال بل أنتم المتكلون، إنما المتوكل الذي يلقي حبه في الأرض، ويتوكل على الله” وكان سفيان الثوري رحمه الله يمُر ببعض الناس وهم جلوس بالمسجد الحرام، فيقول ما يجلسكم؟ قالوا فما نصنع؟ قال اطلبوا من فضل الله، ولا تكونوا عيالا على المسلمين.

فالمؤمنين ليسوا عالة على غيرهم تشغلهم عبادتهم عن العمل والكسب، وليسوا طلاب دنيا وعبيد مال تحجزهم مصالحهم وتلهيهم تجارتهم عن أداء حقوق الله تعالى، فسبحانه القائل “ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك” ودخل عبد الله بن عمر رضي الله عنه السوق، فأقيمت الصلاة فأغلق التجار حوانيتهم ودخلوا المسجد فقال فيهم نزلت “رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله” وقال مطرف الوراق كانوا يبيعون ويشترون ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه وأقبل إلى الصلاة، وأيضا لم يجعل النبي صلي الله عليه وسلم لمتبطل كسول حقا في الصدقات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي ” رواه أبو داود والترمذي، و لكنه قد تجوز المسألة عند الحاجة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock