المخدرات الرقمية .
بقلم / أشرف فوزى
دائماً يصر الإنسان على صناعة وابتكار مايسبب له الأذى والألم ، ويظن أنه بذلك يقوم بتوفير وسائل الاستمتاع والشعور باللذة .. فقام بتصنيع المخدرات ، بكل أنواعها .. بل وتفنن في جعل تأثيرها ساماً يقتل متعاطيها ببطء ممتع.
وفي ظل التقدم الكبير وثورة التكنولوجيا وتطورها، وتحت إصرار الإنسان أيضاً على أن يبتكر ما يؤذيه، ظاناً أنه بذلك يزيد من استمتاعه بالحياة وما توفره له الحضارة التي وصل إليها .. ظهرت المخدرات الرقمية .. ما يُطلق عليها اسم “Digital Drugs” أو “iDoser”، وهي عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمني على سبيل المثال وترددات أقل إلى الاذن اليسرى. نشأت هذه “المخدرات الرقمية”، على تقنية قديمة تسمى “النقر بالأذنين”، اكتشفها العالم الألماني الفيزيائي هينريش دوف.
حيث استطاع الإنسان أن يصل لمعرفة نتائج تعاطي المخدرات التقليدية ، وتفاعلاتها داخل الدماغ ، فابتكر طريقة جديدة وصل بها لتحريك التفاعلات الكيميائية التي تحركها المخدرات التقليدية ، دون التعاطي الفعلي للمخدرات ، فأصبح يصل للنتيجة مباشرة دون المرور بمراحل التعاطى من تحضير المادة المخدرة و تناولها ، سواء كانت تتعاطى بالحقن أو الاستنشاق أو البلع ، فأصبح الخطر الناتج من التعاطي مضاعفاً وخطيراً جداً.
وفيما يلي سنتحدث بالتفصيل عن هذه الطريقة الجديدة التي يطلق عليها الإنسان “المخدرات الرقمية”.
ماهي المخدرات الرقمية؟:
المخدرات الرقمية أو الـ Digital Drugs أو ال iDoser هي عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، حيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى مثلاً وترددات أقل إلى الأذن اليسرى ، فيحاول الدماغ جاهداً أن يوحد بين الترددين للحصول على مستوى واحد للصوتين، وهذا الأمر يجعل الدماغ في حالة غير مستقرة، على مستوى الإشارات الكهربائية العصبية التي يرسلها .. ومن هنا يتم تقسيم أنواع المخدرات الرقمية مثلها مثل أنواع المخدرات التقليدية.
نشأة المخدرات الرقمية:
نشأت المخدرات الرقمية واعتمدت على تقنية قديمة تسمى “النقر بالأذنين” اكتشفها العالم الألماني “هينريش دوف” عام 1839 واستخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف، أو انه استخدم في حالة المرضى الذين يرفضون العلاج السلوكي ” العلاج بالأدوية” ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية لفرز مواد منشطة للمزاج، كما أنها استخدمت في مستشفيات الصحة النفسية نظراً لأنه هناك خللاً ونقصاً في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين ولذلك يحتاجون إلى استحداث الخلايا العصبية إفرازها تحت الإشراف الطبي، بحيث لا تتعد عدة ثوان أو جزء من الثانية ويجب ألا تستخدم أكثر من مرتين يومياً وتوقف العلاج بهذه الطريقة آنذاك نظراً لتكلفتها العالية.
أنواع المخدرات الرقمية:
بالطبع هناك أثر لكل نوع من أنواع المخدرات، مثل الكوكايين والهيروين والحشيش والترامادول ونبات البانجو و الميثامفيتامينات المعروفة بالكريستال ميث أو الشبو، إلى غير ذلك من أنواع المخدرات، كل نوع منهم له أثر خاص به، حيث أن منها ما يصل بتعاطيها للهلوسة وآخر للاسترخاء، وآخر للتركيز وهكذا..
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن علاج الادمان علي المخدرات التقليدية لكن المخدرات الرقمية علاجها صعب إلى حد ما.
تعرف على مدى تأثير المخدرات الرقمية:
لقد انقسمت الآراء حول مدى تأثير المخدرات الرقمية، كما فعلوا تماماً مع المخدرات التقليدية، فهناك من قال أنها مؤثرة جداً وذات فاعلية كبيرة، ولها تأثير قوي وهناك من لم يتأقلم معها أو لم يتقبلها فقال عنها أنها ليس لها تأثيرايجابي، بل إنها ربما تسببت في آلام في الرأس والظهر فقط ولكن اتفق البعض أن مدى تأثيرها على المتعاطي لها أنه بعد سماع المقطع، مثل المخدرات التقليدية تماماً، فربما يقوم الشخص بالصراخ والهلوسة أو تشنجات لا إرادية في العضلات.
طقوس تعاطي المخدرات الرقمية :
يصف البعض هذه الطقوس أنها يشترط فيها شكل معين .. حيث أنه لابد من أن يكون في حجرة ذات إضاءة منخفضة، معصوب العينين، يرتدي ملابس فضفاضة، يشرب ماء قبل الاستماع للمقطع وهذه هى كل الأدوات التى يحتاجها الفرد كي يتم الوصول لقمة التأثير والنشوة من جراء سماع هذه المقاطع.
كيف تعمل المخدرات الرقمية:
تعمل المخدرات الرقمية على تزويد السماعات بأصوات تشبه الذبذبات والأصوات المشوشة، وتكون قوة الصوت أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز كي تسمع منها الدقات.
أما الجانب المخدر من هذه النغمات فيكون عبر تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية ويكون الفارق ضئيلاً يقدر من 30 هيرتز لذلك ينصح المروجين لها أن تكون السماعات ذات جودة عالية ومن نوع “ستاريو” كي تحقق أعلى درجات الدقة والتركيز، فالفارق بين طرفي السماعة هو الذي يحدد حجم الجرعة، فكلما زاد الفارق زادت الجرعة.
ومن الجدير بالذكر أن هناك مواقع متخصصة تقوم ببيع هذه النغمات على مواقع الانترنت، وللأسف الشديد، لا توجد رقابة رسمية عليها في الوقت الحالي، حيث يتم ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً مقابل القليل من الدولارات.