مقالات

الدكروري يكتب عن ابن القيم ومسألة بقاء النار وفنائها

الدكروري يكتب عن ابن القيم ومسألة بقاء النار وفنائها 
بقلم / محمـــد الدكـــروري 
ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب التاريخ الإسلامي الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين والذي كان من بينهم الإمام إبن القيم الجوزية وهو أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي الحنبلي، وقد ذكر ابن القيم في كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
inbound4151378901052229387
مسألة بقاء النار وفنائها، حيث جمع أقوال المؤيدين والمعارضين لهذه المسألة، وأشار إلى أن ابن تيمية قد حكى بعض هذه الأقوال، وابن القيم له قولان في هذه المسألة، حيث مال إلى القول بفناء النار، وقواه وأيده بالأدلة في حادي الأرواح وشفاء العليل، ثم قال بأبدية النار وعدم فنائها في كتابيه الوابل الصيب من الكلم الطيب وطريق الهجرتين وباب السعادتين، فقال في الوابل الصيب.
 
وأما النار فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين، فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء المتراكب بعضه على بعض ثم يجعله في جهنم مع أهله فليس فيها إلا خبيث، ولما كان الناس على ثلاث طبقات، طيب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنه إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا الجنة ولا يبقى إلا دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض، ولقد كان لابن القيم مؤيدون وتلاميذ كثر أثنوا عليه. 
كما أثنى عليه عدد من علماء عصره، وأثنوا على كتبه، ومن ثناء العلماء عليه، أنه قال ابن حجر العسقلاني ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين ابن قَيِّم الجوزية، صاحب التصانيف النافعة السائرة، التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته، وقال كان جرئ الجنان، واسع العلم، عارفا بالخلاف ومذاهب السلف، وقال القاضي برهان الدين الزرعي ما تحت أديم السماء أوسع علما منه، وقال شيخه جمال الدين المزي هو في هذا الزمان كابن خزيمة في زمانه، وقال ابن رجب الحنبلي ولا رأيت أوسع منه علما، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة، وحقائق الإيمان منه، وليس هو بالمعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله، وقال عنه الشوكاني وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف.
وله من حسن التصرف مع العذوبة الزائدة وحسن السياق مالا يقدر عليه غالب المصنفين بحيث تعشق الإفهام كَلامه وتميل إليه الأذهان وتحبه القلوب، وقال عنه جلال الدين السيوطي صنف وناظر، واجتهد وصار من الأئمة الكبار في التفسير، والحديث والفروع، والأصلين والعربية، وقال عنه الصلاح الصفدي اشتغل كثيرا وناظر، واجتهد، وأكب على الطلب، وصتف، وصار من الأئمة الكبار في علم التفسير، والحديث، والأصول فقها وكلاما والفروع، والعربية، ولم يخلف الشيخ العلامة تقي الدين ابن تيمية مثله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock