من أمن العقاب أساء الأدب
ياسر الشرقاوي
بالرغم من عدم فهمي في حاجتين الكورة والفن لكن ما يدور على الساحة هذه الايام يجعل من كل عاقل التفكر والتدبر وكنت تناولت كثيرا في كتاباتي من سنوات ما وصلت اليه الثقافة في الشارع المصري واطلقت عليها ثقافة التوك توك حتى اصبحت ظاهرة وجلية على اغلب المعاملات الاجتماعية وغيرها واعتقد انها اصبحت الغالبة ولم تفلح في مواجهتها نصح الناصحين وتوجيه الموجهين واقلام الشرفاء الغيورين امام المنتفعين هنا وهناك والمخطط هو ضرب الثقافة والهوية المصرية والاجتماعية للمصريين حتى باتت الاعلاقات الاسرية والاجتماعية وثقافة الشارع هي البلطجة وهل هذه التوجهات مقصودة لتدمير الهوية المصرية التى تقوم على القيم والمباديء والتسامح وما كانت مشكلة مطربي المهرجانات التي ظهرت من فترة ولم يتحرك لها احد من اسفاف في القول وفحش في الحركة ماكان جديدا على مجتمعاتنا الملتزمة وان كنت احيي ماذهب اليه نقيب الموسيقيين الذي ادرك اخيرا خطورة ما وصلنا اليه وكذا ظاهرة محمد رمضان وما يقدمه من فن من وجهة نظره فالفن يعني الجمال والزوق الرفيع وعلاج مشاكل المجتمع وعدم اظهار البلطجة بصورة تجذب الانتباه او بصورة محببه ففيها تغرير بالجمهور وهذا ما يسمى بالفن الهابط والاسفاف فاين نحن من فن يوسف السباعي وعبد الرحمن الشرقاوي ونجيب محفوظ وجيل العمالقة كان للفن رسالة وهدف لكن اسال كل القائمين على الفنون ماهي رسالتكم ومن خلف شاكوش ورمضان ما هو هدفكم اهو جمع الاموال والسيارات الفارهة والشهرة المزيفة فالفن هو الجمال فكل ما يشين ليس بفن وكل ما يفتقد لهدف او رسالة نبيلة ليس بفن واما يكون قوة ناعمة تفتت وتغير في الهوية الثقافية والاجتماعية للمجتمع المصري الملتزم المتدين المتسامح صاحب الحضارة التي قامت على الفنون والابداع والعظمة لكن اي ابداع واي عظمه فيما يقدمونه هؤلاء الاشخاص وما قيل عن هؤلاء يقال عما حدث في مباراة السوبر الاخيرة وفي دولة الامارات ولكل فريق مشجعينه ومن يهتفون له ولكن من يهتف للوطن ولا احد يدرك ان كل ما يحدث يضر بنا وبوطننا وسمعتنا وكرامتنا فما ضر المنتصر ان يفرح ولكن باسلوب راق يليق بمن هم قدوة لابنائنا وما حدث حدث لكن العجيب ان اتحاد الكرة والمسؤلين لم يخرج منهم احد ويتحدث فلابد ان يكون هناك تحقيق فيما حدث ومعاقبة المقصر ايا كان لا فرق هنا بين فريق واخر او بين رئيس ناد واخر بل هو الوطن الذي لابد ان ننظر اليه فكل ما نفعله للوطن وكل هدفنا المحافظة عليه وعلى سمعتنا امام العالم وغرس التسامح وثقافة الاختلاف وقبول الاخر وهذا ما خرجت به الفنانة هالة فاخر وحديثها عن فئة من المجتمع المدرسين وفتح باب صراعات بحديثها عنهم بطريقة لا تليق وجعلت من نفسها وصية وحكم على المعلمين وان منهم الفشلة وان كلية التربية ليست كلية قمة وان كانت ما تقوله نقدا فللنقد قواعد واسس وعلى الناقد ان يكون ملما بما ينقد ونسيت ان كل مكان فيه وفيه ونسيت ان المعلم حامل لواء الانبياء ومشعل التنوير وتناست ان المدرس منهم من نال اعلى الشهادات التي ممكن ان يحصل عليها انسان ومن المؤكد ان اقل معلم حاصل على شهادة اعلى من شهادتها وان ثقافته اعلى واروع وما يقدمه للمجتمع بالامكانيات المتاحة له اعظم واجل فدائما من يحكم على الامور الاكثر معرفة بها والملم بكل خباياها وكما قال الدكتور مصطفى محمود حكم كرة القدم الاكثر معرفة ولذلك يحكم وناقد الفن اكثر ولذا هو ينقد ويحلل ويدلل ونسيت ان كلية التربية التي تخرج منها المعلم من اكثر من ثلاثين سنة وهي من كليات القمة واقول لها ان الوضع ليس في حاجة الى اوصياء وخصومات ولكن الكلمة الطيبة والتوجيه السليم والدراسات الصحيحة ولذا اهيب بالمسؤلين متابعة ما يعن من ظواهر تضر بالمجتمع والاخذ على يد كل من تسول له نفسه العبث في مقدرات الشعب والمجتمع فمن أمن العقاب أساء الأدب