خداعُ المظاهرِ.
بقلم ا / محمد شعبان التوني
عدت ثانيا لأكتبَ عن المظاهر الخدَّاعة أبصارَنا ، تخدعُنا المظاهرُ كثيرا ، وتشعر بأن صاحب ذلك المظهر غنيٌّ وهو مفتقر الروح العقلية ، أي فقير الفكر والإدراك العلمي لذلك فرغت رأسه ليهتم بمظهره ذلك الاهتمام ، وهذا أعلى شيء ـ كما يظن هو ـ يُوصلُ إليه ، وتجده يمشي مشية الفخور بنفسه ، وإني أرى أن من يستحق هذه المشية هو الممتلؤ علما ، فهو ـ أعني ذلك المظاهر ـ خالٍ ذهنُه ليحافظ على تلك الأشياء التي لا قيمة لها ، فأولو العلم قلما تجدهم يفعلون ذلك من حب التزين والخيلاء ، وذلك لأن عِلْمَهم عَلَّمَهم أن التفاخر لا يكون إلا بالعلم وهو واضح في قول الشاعر:
ما الفخرُ إلا لأهلِ العلم إنَّهم
على الهدى لمن استهدى أدلاءُ
فهو المقياس الحقيقي لهذا ، فالجمال الحقيقي جمال العلم والأدب لا جمال الثياب والمال ، وهذا ـ أعني العلم ـ ما ورثناه من أنبياءنا ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ فكما قال ـ ص ـ ” إن العلماء ورثة الأنبياء وإنما الأنبياء لم يورِّثوا دينارا ولا درهما وإنما ورَّثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ” فعليك ـ أيها ـ القارئ ألا تُخدع بالمظاهر لأنك لا تدري حقيقة صاحبها ، فانتبه.