تعرف على أمكانية تحقيق الردع الإستراتيجي بتطوير الأسلحة الحربية ،
كتبت شيماء نعمان
أولاً /أهمية تطوير وتحديث السلاح
منذ فجر التاريخ المصرى :-
بزغت أهمية الأسلحة التى تواكب كل زمان ومكان فقد تعرضت مصر لأول غزو لها فى تاريخها و إحتلال لأراضيها بعد أن غزاها الرعاه “الهكسوس”متسلحين باقوى اله حربية فى هذا العصر وهو العجلات الحربية التى كانت تشق صفوف جنود المشاه شقا وتمطرهم بوابل من السهام والرماح مما أدى إلى سقوط عصر الدولة الوسطى الفرعونية ووقوع مصر تحت ظل الإحتلال لأكثر من قرن من الزمان لأول مرة فى تاريخها ولم تنجح كل المحاولات التحرير و المقاومة لهذا الإحتلال الأول الذى سقط فيه جنود مصر وملوكها شهداء وصرعى تحت بأس وقوة هذه العجلات الحربية حتى قام لهذا الأمر من فطن لدروس الماضى فراى ضرورة التسلح المضاد بمثل هذه الآلات الحربية الحديثة
حتى يستطيع تحرير مصر من الأعداء فعمد فى” نباتا ” ببلاد النوبة بجنوب مصر إلى بناء أول مصنع حربى لإنتاج و تصنيع العجلات الحربية حتى تتساوى موازين القوى لبدء معركة التحرير التى قادها بنفسه الملك “احمس” حتى استطاع تحرير مصر من الهكسوس وكتابة تاريخ جديد لمصر وبداية أزهى عصور مصرالقديمة وهو عصر الدولة الحديثة وذلك بعد الأخذ بأسباب القوة التى حققت النصر على أول غزاة لتراب مصر ، وقد بلغت مصر فى هذا العصر إلى اقصى اتساع للمملكة المصرية فى عهد” تحتمس الثالث” بفضل براعته الحربية وتحديثه للأسلحة التقليدية فى زمانه كالدروع والتروس التى تحمى الجنود واستخدامه للرماح و السهام المطورة فى زمانه التى كانت تمكنه من اصابه أعدائه من مدى أبعد من أسلحتهم قبل أن يصل إليهم و وصل بفتوحاته حتى حدود بلاد النهرين ولذلك فإنه يوصف فى التاريخ بأنه ” نابليون بونابرت مصر الفرعونية” لكثرة فتوحاته وبأنه كذلك صانع “عصر إمبراطورية مصر الذهبية “
ثانياً / أهمية تنويع مصادر السلاح المصرى والتصنيع المشترك فى الوقت الحاضر : –
حيث جمدت عدد من القوى العالمية فور قيام ثورة ٣٠ يونيو ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا صفقات التسليح مع مصر وقررت إيقاف توريد قطع الغيار التى تعتمد عليها أغلب المعدات
العسكرية المصرية بهدف إخضاعها وإنصياعها لإرادة المجتمع الدولى ،
وهو الأمر الذى عجل بتنفيذ خطة إستراتيجية مصرية لتنويع مصادر السلاح الذى تعتمد عليه القوات المسلحة المصرية فى خطتها لمواجهة الإرهاب أولاً مع التوجه لتصنيع إحتياجاتها محلياً بالمصانع المصرية.
وكذلك منذ سنوات بعيدة عرضت أمريكا على مصر أن تورد لها الرشاش الذى يعتمد عليه جنود المشاه فى جيشهم وكذلك فى جيش إسرائيل ولكن مصر رفضت لسبب وجيه جدا هو أنه من يضمن لمصر أن تزودنا أمريكا بقطع غيار هذا الرشاش والذخيرة الخاصة به فى حال نشوب حرب او صراع مسلح ضد أى إعتداء على مصر لا ترى السياسة الأمريكية رضاها عن دخول مصر فى مثل هذه الحرب ولذلك مازالت البندقية الآلى التى تصنع هى وذخيرتها بالمصانع الحربية المصرية هى السلاح الرئيسى لقوات المشاه المصرية حتى تصبح أغنية أم كلثوم ( أصبح عندى الآن بندقية ) فى محلها وحتى لا نصبح تحت رحمة أحد وقت الحروب ليمنح أو يمنع طبقاً لأهدافه السياسية فقط وهو ما حدث بالفعل من خلال الحظر الذى فرض على مصر بعدم تسليحها أو إمدادها بقطع الغيار بعد ثورة ٣٠ يونيو المجيدة ، وتهدف الخطة الإستراتيجية لتنويع مصادر السلاح إلى البدء أيضاً فى توطين صناعة الأسلحة المتقدمة بمصر عبر التوسع فى سياسات التصنيع المشترك مع عدد من دول العالم وتهدف الخطة أيضا إلى أن تقوم مصر تدريجيا بالوصول إلى التصنيع الكامل بعد نقل وتوطين التقنيات التكنولوجية والعسكرية المتقدمة بل والعمل أيضاً على تطويرها مستقبلاً ، وفى سبيل تنفيذ الخطة قررت مصر تدشين مجمع خاص للصناعات الدفاعية بما يتيح التوسع فى عمليات التصنيع المشترك ، وتضمن المشروع إعادة توزيع مواقع المصانع العسكرية للخروج بها من المناطق السكنية بالقاهرة إلى أماكن جديدة.
وكذلك إستأنف الجانبان المصرى والأمريكي التصنيع المشترك للدبابة ( إبرامز M1A1 ) التى تعتبر دبابة القتال الرئيسية الأمريكية والمصممة خصيصا لخوض حرب المدرعات الحديثة ، وكذلك تقرر بناء ٤ فرقاطات حديثة من طراز ” جوويند”
الفرنسية فى ترسانة الإسكندرية وتصنيع المروحية الفرنسية” جازيل ”
بالعربية للتصنيع.
كما تعاونت مصر مع بريطانيا فى مجال التصنيع المشترك لمدفع
” الهاوترز 30-D ” ذاتى الحركة وهو مدفع ميدانى خفيف يستخدم مع القوات خفيفة الحركة .
ثالثاً / زيادة المصانع الحربية المتخصصة فى انتاج الأسلحة والذخائر لتوفيرها للقوات المسلحة محليا : –
حيث أفتتح الرئيس السيسى مؤخراً عدد من المصانع الحربية المتخصصة
ومنها مصنع ٣٠٠ الحربى على مساحة ٣٧١ فدان مخصص لإنتاج الأسلحة والذخائر الصغيرة والمتوسطة و الثقيلة والطبنجات والبنادق الآلية والرشاش المتعدد وكذلك مصنع ١٤٤ المخصص لإنتاج الألواح الشمسية ومصنع ٧٠ ٢ المخصص لإنتاج البطاريات ومصنع ٩٩٩ المخصص لجلفنة الحديد وهم إضافة كبيرة إلى مصانع الهيئة القومية للإنتاج الحربى و التى تضم ١٧ مصنعاً تنتج من خلالها أحدث الدبابات والعربات المدرعة والأسلحة والذخائر وخلال حفل الإفتتاح كشفت القوات المسلحة المصرية عن المدرعة الجديدة ” سيناء ٢٠٠ ” و التى تم الانتهاء من تصميمها وتنفيذها بايدى وعقول مصرية ١٠٠% وايضا تم الكشف عن اللودر المصرى الذى يمثل إنجاز هو الأول من نوعه
” long life LD900 “
رابعاً / دعم الاتجاهات الاستراتيجية
بقوات نوعية عالية الكفاءة مع إنشاء قواعد عسكرية للمساعدة فى تحقيق هذه الأهداف والتعامل السريع : –
وقد ظهر هذا جلياً من خلال إنشاء قاعدة محمد نجيب البحرية بالإسكندرية حتى تتناسب مع حجم الأسلحة البحرية التى دخلت الخدمة ومع تزويد الإتجاه الإستراتيجي الشمالى والغربى بأحد حاملتى المروحيات من طراز مسترال للدعم فى منطقة عمليات البحر المتوسط ولحماية المصالح الإقتصادية لحقول الغاز المصرية بشرق المتوسط ، وكذلك أكد الأستاذ أيمن الأدغم أنه تم إنشاء قاعدة برنيس العسكرية البحرية الجوية لدعم الإتجاه الإستراتيجي الجنوبي وتأمين مدخل قناة السويس عند باب المندب مع تخصيص حاملة الطائرات الثانية لدعم العمليات بهذا القطاع فى البحر الأحمر .
خامساً / تحقيق الردع الإستراتيجي لكل من تراوده نفسه بأن يعتدى على مصر عسكرياً أو يحاول الإضرار بالحقوق والمصالح الاقتصادية : –
والردع الإستراتيجي هو أن يعلم العدو وعن يقين أن خصمه لديه الوسائل والادوات اللازمة للردع والرد إذا حصل اعتداء وبالتالى يتوقف تفكيره وتنصرف نيته عن مجرد التفكير فى محاولة شن هجوم او البدء بالاعتداءات .
وقد رأينا ذلك أيضا مؤخرا من خلال
” المناورة الشاملة قادر ٢٠٢٠ ” التى أربكت كل الحسابات للرئيس التركى فلم يجرؤ على محاولة الصدام المباشر مع مصر ، وكذلك وفى أثناء حرب أكتوبر وخلال خطاب الرئيس الراحل بطل الحرب والسلام السادات قال فى فقرة من خطابه الشهير يوم ١٦ أكتوبر ١٩٧٣ معلناً إنتصار مصر فى المعركة (،،،،،أن صواريخنا المصرية عابرة سيناء من طراز ظافر موجودة الآن على قواعدها مستعدة الانطلاق بإشارة واحدة إلى عمق الأعماق فى إسرائيل ،،،،،،،، ولكننا نقدر مسؤولية إستعمال أنواع معينة من السلاح ونرد أنفسنا بأنفسنا عنها ،،،،)
وقد وصلت الرسالة بالفعل لإسرائيل و التى كانت قد حاولت قبلها بيومين وتحديدا يوم ١٤ أكتوبر البدء بحرب غير شريفة تستهدف المدن والمنشآت الحيوية بقصد خلخلة الروح المعنوية المصرية وتشكيك الشعب فى انتصار جيشه ولتخفيف حدة القتال على جبهة المواجهة فى سيناء بعد خسائرها المتلاحقة هناك ولأجبار الجيش المصرى على القبول بوقف إطلاق النار من خلال الضغط على مصر بشن حرب قصف للمدن وبعد خسائرها الفادحة فى معركة المنصورة الجوية التى بلغت ٤٤ طائرة منهم ١٥ طائرة من الإشتباك الجوى مع نسور الجو المصريين و٢٩ طائرة اسقطتها قوات الدفاع الجوى فكان من أثر هزيمتهم فى هذه المعركة ومن التلويح بالقدرة على ضرب العمق الإسرائيلى بصواريخ ظافر أعظم الأثر فى إنهاء عملية حرب المدن التى فكروا فيها لقلب دفة المعركة لصالحهم بعد أن خسروا بالفعل فى المواجهة المباشرة على أرض سيناء .
فشكراً لأدهى رجال مصر فى القرن العشرين الذى أنهى حرباً وسط وأثناء حرب كبرى بمجرد كلمات كانت أمضى وأقسى على العدو من الحرب نفسها إذ أضاع عليهم الأمل الأخير فى قلب وتغيير دفة الحرب والنصر من جانب مصر إلى جانبهم وذلك من خلال الدراسة المتأنية لكل أساليب وطرق وإستراتيجيات الأعداء والإهتمام بأدق وأصغر التفاصيل التى تحقق الأهداف المطلوبة .
وشكراً للرئيس السيسى الحالى الذى يسير على نفس درب العظماء لتصبح مصر دولة قوية وعصية على اعدائها.